تحالفات ومصالح
وما هو الفرق؟
الحروب العثمانية الصفوية، أو الحروب العثمانية الفارسية، وفيما يلي قائمة بالحروب بين الدولة العثمانية من جهة، والدول التي ظهرت في إيران من جهة أخرى، وهي الدولة الصفوية، الدولة الهوتاكية، الدولة الأفشارية، الدولة الزندية، والقاجاريين في بلاد فارس من القرن 16 إلى 19.
الشاه إسماعيل الصفوي، الصفويون هم آل صفويان، وهم سلالة من الشاهات نشأت في أردبيل في بلاد فارس (إيران)، وحكمتها منذ سنة 1501 وحتى استيلاء الدولة الهوتاكية الأفغانية على بلاد فارس، وسقوط سلطتهم عام 1722، ثم استردادها ثانية بين عامَي 1729 و1736، حكمت في أوسع امتداد لها كامل إيران الحديثة، أذربيجان وأرمينيا، معظم العراق وجورجيا وشمال القوقاز، وأفغانستان، بالإضافة إلى أجزاء من تركيا، باكستان، تركمانستان وأوزباكستان وسوريا.
تلك حروب واستيلاءات وصراع متبادل، فما السبب في تحالف صفوي نمساوي- الهابسبورغ – أو تحالفات أخرى؟
تحالف أم عداء؟
الدولة العثمانية وعدوها الدولة الصفوية
في عام 1524 تولى الحكم في الدولة الصفوية الشاه طهماسب بن الشاه إسماعيل، وكان طهماسب عدوًّا للعثمانيين السنيين، بدأ طهماسب نشاطه ضد الدولة العثمانية بأن رغب في التحالف مع القوى الأوروبية لحصر العثمانيين بين القوتين، والقضاء على دولتهم، فأرسل طهماسب إلى شرلكان سفيرًا يطلب منه التحالف بين الاثنين.
إن البداية الحقيقية للنزاع في تلك المرة بين العثمانيين والصفويين كان من بغداد، عندما طلب ذو الفقار خان حاكم بغداد الدخول تحت الحماية العثمانية، فأرسل له الشاه مَن يقتله عام 1529م، ودخلت القوات الصفوية بغداد، وعلى الجانب الآخر قام شرف خان حاكـم بتليس بخيانة العثمانيين، وتحالف مع الصفويين، عند هذا أعلنت الدولة العثمانية الحرب على الصفويين، وتحرك الصدر الأعظم إبراهيم باشا فدخل تبريز دون مقاومة تُذكَر، ومن خلفه كان السلطان سليمان القانوني يقود الجيوش العثمانية إلى نفس الهدف، ودخل تبريز عام 1534م، ثم اتجه إلى بغداد فسلّمت القوات الصفوية عام 1534م، وكان السلطان سليمان القانوني قد استولى على آذربيجان، وعبر جبال زاغروس الإيرانية ومنها إلى بغداد، وسُمِّيت تلك الحملة حملة العراقَين، أي العراق العجمي وهو آذربيجان، والعراق العربي.
وبتلك الحملة دخلت العراق في كنف الدولة العثمانية، وعندما انسحب العثمانيون من تبريز وجوارها ثم دخلوا بغداد استرجع الصفويون المنطقة، مما سبَّب عزم السلطان العثماني على تأديب الصفويين مرة أخرى، وهذا ما سُمِّي باسم الحملة الثانية على إيران، وكانت عام 1548م، واسترجع فيها تبريز، وزاد من الطين بلة أن أضاف إليها قلعتَي وان وأريوان، لكن انسحاب العثمانيين وعودتهم جعل الإيرانيين بعد أن انتهزوا انشغال الدولة في أوروبا عادوا مرة أخرى، فقام سليمان بحملته الثالثة، ولم يحصل على نتيجة مباشرة؛ إذ إن طهماسب خاف من مجابهة الجيوش العثمانية، فلما عاد سليمان إلى بلاده، وعند وصوله إلى آماسيا وصلت إليه رسل طهماسب للصلح، فقَبِل السلطان توقيع معاهدة آماسيا عام 1555م، وبموجبها تقرَّرت أحقية الدولة العثمانية في كل من أريوان وتبريز وشرق الأناضول، وتم التسليم، ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل استمرت المؤامرات والتخطيط للوصول إلى تذويب الجنس العربي وإرهابه، وجعله جنسًا تابعًا، حالهم حال بقية الأجناس الأخرى، وأن يكون الخضوع والتسليم هو النظام السائد وطريقة حكم.