مفاهيم مغلوطة

يؤكد من اعتادوا خلط المفاهيم ومحاولة ادلجتها لمصلحة ما الى أن يطلقوا شعارات ومقولات رنانة استخدام الدين فيها جزء أساس لصبغها بصبغة الروحانية التي يحتاجها الانسان.

قيل : إن الدولة العثمانية حققت جامعية الأمة.

وقيل : إن مفهوم الدولة القومية قد انعكس سلبًا على مفهوم الأمة الإسلامية.

وذلك خلط بين مفهومَي الدولة والأمة التي هي جماعة المجتمع ، إن مصطلح «الأمة الإسلامية» هو تعريف ديني وليس تعريفًا اجتماعيًّا أو سياسيًّا، ومن ثَم فهو غير مُنشئ للدولة التي هي اجتماع وسياسة.

وهناك من يستخدمون المصطلحات لغير مدلولاتها بقصد خدمة هدف واحد، هو كرسي الحكم، ويخلطون المجتمعات المختلفة بمعنى الأمة الواحدة ذات المجتمع الواحد، مصبوغة بالإسلام كموحد للمجتمعات المختلفة، والأمم المختلفة، والدول المختلفة، بما لا يفي في النهاية باستنتاج علمي واحد سليم.

برزت دراسات وأبحاث وتلتها مؤلفات منها العلمي ومنها من كتب لأغراض مختلفة ومنها التأكيد على ان الفلاسفة المتأسلمون قدموا تعريفًا لمفهوم اسمه «الأمة الإسلامية»، وهو تعريف ديني بحت، لا هو اجتماعي ولا هو سياسي، ومن ثَم هو لا ينشئ دولًا؛ وجعلوا منه أيقونة نشأة الدول وان يستبيحوا أحوال ومداخل يعلنونها للمجتمع على أنها من الدين . ومنها أن السلطان محمد الثاني والملقب بالفاتح هو من كان معنياً بحديث نبوي ، وصبغ ما قام  به ومن سبقه ولحقه أنها بشارات من الدين لبرمجة العقول لا سيما التي كانت حديثة العهد بدخولها الدين الإسلامي .

أحد الفلاسفة مبرراً انهيار وسقوط الدولة التركية – نعم التركية فالأغلب يوثق بذلك لتأكيد قوميتها وفرضها بسياسة التتريك وخاصة الشعوب العربية – يقول : إن الاستعمار الغربي أسقط خلافتنا العظمية، وأنشأ في بلادنا احتلالًا استيطانيًّا، وهو ما يخص فلسطين وحدها فقط كما نعلم، لكن أليس الإلجاء في النهاية هو نظام احتلال استيطاني دفع الناس للتخلص من أرضهم لصالح الغازي الجابي الذي لا يرحم، والذي ظل لا يرحم ولا يعدل، ففرض على ما بيد المواطنين من أرض ضئيلة تمسكوا بها، أضعاف أضعاف ما كان يُؤخذ جبايةً من السادة العرب، رغم أنهم حازوا معظم الأرض بنظام الإلجاء، في عملية طرد لأصحاب الأرض للاستيلاء عليها بمساندة القانون والشريعة. أم هو حلال للخليفة حرام على الاستعمار الغربي لأنه ليس مسلمًا؟! .

ونسي أن يوضح لنا سياسة الإلجاء تلك ، التي عمل بها السلطان عبدالحميد الثاني ، والتي من خلالها تم كتابة الكثير من الأراضي في فلسطين باسمه كنوع من الحماية السلطانية ، ولجأ اليه الضعفاء للاحتماء بقوة قانون الدولة ، ولكن النتيجة تم تذويب تلك الأملاك ، وانقلب لعسكر على سلطانهم ، ودخلت تلك الممتلكات في حوزة ورثة السلطان . وتعج الملفات والوثائق في القدس بما يثبت ذلك . وتمتلئ ردهات المحاكم بمطالبة من الورثة لممتلكات والدهم السلطان ، والعكس ليس صحيح . لأن الأغلب ممن تعاملوا مع السلطان من خلال قانون الإلجاء ، ضاعت ولا يوجد ما يثبت حقوقهم.

وينشر آخر من الفلاسفة كتابات مفادها عام وشامل حسبما يراه ويتجاهل تماماً أن يسمي امبراطورية هو من أحد وأهم من قدسوها فيقول في مفهوم الامبراطوريات : إن الدولة والإمبراطورية فهي رابط في شكل تجمع سياسي تقيمه القوة العسكرية، يجمع بداخله تجمعات من أُسر وعائلات وقبائل وأمم، وقد تحتوي الدولة على أكثر من أمة، أو على جزء من أمة، كما هو حال الأمة الكردية الموزَّعة بين أكثر من دولة، فإذا انهارت الإمبراطورية عادت البلاد إلى ما كانت عليه قبل قيامها . الإمبراطورية الرومية، مرورًا بالعربية، إلى الإمبراطوريات الحديثة، كالإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس، أو الإمبراطورية الشيوعية التي تمثَّلت في الاتحاد السوفياتي. فالإمبراطوريات لا تسقط لكي تقوم، بل تسقط لتذهب، وتفسح المجال للأمم لتتطور وترتقي. وسقوط الإمبراطوريات ليس سقوطًا إراديًّا، إنما هو سقوط نظام حكم ثبت فشله عبر التاريخ، وعجز عن تحقيق الحلم البشري، فسقطت ليحل محله الأصلح.  “منقول”

ما السبب في ذكره “.. مروراً بالعربية ، الى الامبراطوريات الحديثة ..”؟! ولم يسمي الدولة التي أخذت من الأبهة والفخامة العظيمة الشيء الكثير وتجاهل تسميتها ؟!.