للمؤدلجين!؟

حدث جدلا واسعا حول شخصية السلطان محمد الثاني بإقدامه على قتل إخوته أو أخيه الرضيع، أحمد، “خوفا على العرش”.!؟

وكانت مبررات المؤدلجين :

لماذا لم تُروّج هذه التهمة قبل أن تنشب الأزمة السياسية بين بعض الأنظمة العربية وتركيا؟، الإجابة ببساطة شديدة، لأن المؤرخين العرب لم يتداول  هذه التهمة في كتبهم عن الدولة العثمانية، ومَن نقلها منهم فإنما كان ناقلا عن المؤرخين والمستشرقين في الغرب، الذين يمثلون الرواية الغربية الصليبية تجاه فاتح القسطنطينية، والذين لم تخْلُ كتاباتهم من روح التعصب الديني باعتراف بعضهم.؟؟؟؟

تبرير آخر :

لو كان السلطان محمد قد اقترف هذا الإثم فعلا، فلِمَ سكت عنه علماء عصره من العثمانيين؟ فمن المعلوم أن السلطان كان مُحاطا منذ نعومة أظافره بطائفة من خيرة العلماء والمؤدِّبين، وكانوا يربونه على الإيمان والتقوى والصلاح ويغلظون له أحيانا، ومما يؤثر في هذا الجانب، ما جاء في كتب التاريخ عن العالم آق شمس الدين، أنه رفض دخول السلطان محمد عليه في خيمته التي يتعبد بها، رغم أنه يُدخل عليه من هم دونه، كما حرص على ألا يقوم من مكانه للسلطان احتراما، وذلك ليدفع عنه بعض الزهو بعد أن فتح القسطنطينية.

واكتفي بتبرير آخر وهو :

التهمة تقول إن السلطان محمد الفاتح قام بقتل الطفل الرضيع بعد توليه الحكم ، وقبل فتح القسطنطينية الذي تم بعد عامين من صعوده على العرش، ومن المعلوم أن هذا الفتح كان الحلم الأعظم للسلطان وتربى عليه، وقام بتجييش وتعبئة الشعب ومؤسساته لتحقيق هذا الهدف، فهل يُعقل أن السلطان الذي عُرف بالحكمة والذكاء وحسن تقدير المصلحة أن يقتل طفلا رضيعا وهو يُجهّز لهذا الفتح العظيم؟ هل الحكمة أن يقوم بذلك العمل البشع في وقت يحتاج إلى لُحمة داخلية وتعاطف شعبي وتأييد على كافة المستويات .؟

تلك الأحداث لم تكن غائبة عن التاريخ ولكنها غُيبت ، وعندما أثار المسلسل الذي تم تصويره عن شخصية الفاتح ، تنادى وصاح من تفاجأ بظهور نشر الأخبار من خلال تسليط الضوء على القوانين التي تمت جبكتها زمن السلطان ، وظهرت نسخ متعددة من ” قانون نامة ” لترد على من ينكر شرعنة مثل تلك القوانين التي تجيز قتل الأخوة وحتى الأبناء ان استدعى ذلك الأمر للمحافظة على العرق السلطاني .

ولماذا لم يذكر التبرير الأول أسماء ويوثق بالبراهين أخبار كتابات المستشرقين ضد السلطان؟

وكان التبرير الثاني مغالطاً للواقع التاريخي الذي تم توثيق أخبار من مؤرخين أتراك في مقالة علمية بأن القتل كان عُرفاً سبق تاريخ الفاتح ، وفي عهده أصبح قانوناً مسوغاً بفتاوى المفتي في زمنه؟ لماذا لم ينشروا أسماء علماء عهده لنتعرف على سيرهم الذاتية ومدى حرصهم على تطبيق القوانين التي تخدم الدولة ومصالحها .

لم يكن التبرير الأخير بأقل ضعفاً مما سبقه ، وينكر ذلك القول سواء قبل الفتح أو بعده .

ذكرت المصادر صغر سن الفاتح ، وقد يكون في الثامنة عشر من عمره لتتقوى مسألة تمجيد الشخصية التي  تقلد تاريخها بأنه الفاتح الذي ذكره النبي المصطفى عليه أفضل صلاة وأتم تسليم وفي ذلك وردت روايات وتخبط في الطريقة التي تم فيها قتل أخ السلطان وهي أن أحد رجال محمد الفاتح اقتحم حمام النساء عندما كانت المربية تقوم بغسل الرضيع، فأمسك بالطفل وغطسه تحت الماء الى أن مات !!!؟؟؟ .

وأين السلطان عن معاقبة ذلك الرجل ؟ او انه بإيعاز منه لذلك غض الطرف عنه ؟

واذا كان قانون نامة قتل الأخوة تمت إجازته بفتاوى شرعية فلماذا تلك الطريقة ؟ والطفل يُقتل دون أدنى ردود فعل ؟. وأين السن التي حددها علماء الفتوى التي تجيز القتل.