
بايزيد الثاني
وسيرته الذاتية
بايزيد بن محمد الثاني : سلطان عثماني كان واليا على أماسيه عندما توفي والده ، وقد توطد حكمه بفضل الفتنة التي قام بها الانكشارية فأحبطوا دسائس الصدر الأعظم نشاني محمد الذي كان يناصر أخاه الأصغر ” جم ” وكافأهم بايزيد على ذلك عند اعتلائه العرش في عام 886هـ/1481م ، ونفحهم بمنحة أضحت تقليدا جرى عليه السلاطين من بعده.
عمد بايزيد الى البابا إسكندر السادس واغراه على ان يخلصه من أخيه التعس – على حد وصف دائرة المعارف – وقد دفنه بعد موته عام 900هـ/1495م بمقبرة مراد الثاني في بروسه .
في نفس العام الذي تولى فيه اضطر خيرالدين الذي كان يحارب في أترانتو الى التسليم . وتوالت الحملات على البوسة ودلماشيا والمجر ، واخضعت الهرسك ، وكان بايزيد يقود الحملة بنفسه على البغدان فاستولى على كيليا و آق كرمان بمساعدة تتر القرم عام 889هـ/1484م .
وفي آسيا فقد أمر على الجيش هرسك احمد باشا ووجه الى تأديب المماليك في مصر ولكنه هُزم ، وخسر بايزيد أضنة وطرسوس عام 891هـ/1486م ، واستعيدت هاتان البلدتان بعد ذلك بسنتين ثم فقدتا في موقعة 893هـ/1488م ، بين العثمانيين والمماليك ولم يعقد صلح .
وتخلى بايزيد عن حصار بلغراد لتوالي انتصار المجر ، ثم وجه همه الى البابا فخرب ستيريا وكارنيولا . وهُزم الترك بالقرب من فلاتش وقتل قائدهم ميخال أوغلي علي باشا .
وتخلى اسطول البنادقة عن ” آين بختي ” فاضطرت الى التسليم وأصبحت دار الصنعة المجاورة للعثمانيين . وفي العام التالي غزا السلطان مودوني ونافارينو و كورون ، ولكنه فشل ، وتحالف البنادقة والبابا والمجر واجتاحوا بحر الأرخبيل – اليونان – بمساعدة الأسطولين الفرنسي والأسباني وهددوا الجزائر وسقطت سانتا مورة في يد الحلفاء ، واعيدت للعثمانيين بعد صلح 1522م .
اشتعلت الفتن الداخلية في وجه بايزيد الى جانب حروبه الخارجية وتشتت جيشه . وكانت تلك الفتن بسبب ابنه سليمان الذي استاء من أن والده قد عقد البيعة لأخيه حمد فترك منصبه في اسيا وحارب أباه بمساعدة الانكشارية أيضاً – لأنهم مرتزقة فلا اشكال لديهم في تلك المشاركات المتضادة – عند كورله ، ودارة الدائرة عليه في 917هـ/1511م ، بحمية خان القرم ، وعلا نجمه وذهب الى إسطنبول ، ثم تمكن بمساعدة الجيش من إجبار والده على التنازل له في 918هـ/1512م ، .
وبعدها بايزيد أراد ان يعتكف في مسقط رأسه ديمتوقه ، ولكنه توفي قبل ان يحقق ذلك بثلاثة أيام . وكان السلطان صوفي مخلص للصوفية وكان يلقب بالولي ، ولم مساجد يتبعها تكايا للدراويش في العاصمة والأقاليم وغيرها .
تلك مقتطفات من سيرة السلطان بايزيد الثاني للتأمل والتماس العذر له في عدم مساعدته بجدية لمسلمي الأندلس واغاثتهم ، وهو الذي صال وجال بجيشه في مغامرات كان البارز منها الخسارة المؤزرة ، ولجؤه الى البابا وغيره ممن حاول ان يستعطفهم لحل مشاكله السياسية وحمايته من التحالفات المتعددة ضده . فكيف يمكن بعد ذلك أن يهتم بمسلمي الأندلس ؟ ، وكان العديد من المؤرخين بالفعل يذكرون مبرر عدم اتخاذه موقف واضح ومحدد وملزم لاستغاثات المسلمين وتردد المراسلات ، لأن الدولة مشغولة في حروب ، ومواقف كانت في غنى عنها ، ولم يسلطوا الضوء على الكيفية التي ساعدته لاعتلائه الحكم ، والنهاية لحكمه بالموضوعية اللازمة ، وان ابنه انتزع منه الحكم من نفس الكأس .
ونهايته كانت العزلة والتصوف والانشغال بالدراويش وطقوسهم ؟؟!!.