حوادث من تاريخ

السلطان محمد الثالث

هو السلطان العثماني الثالث عشر من سلاطين الدولة العثمانية، اعتلى السلطنة في سنة 1003 هـ  هـ وتوفي في سنة 1012 هـ . وحسبما ذكر البكري في كتابه ، وهو من أسرة كبيرة عاصرت سلاطين الدولة العثمانية ، ومنهم أسرته وشخصه لزمن السلطان ، يقول ” : أنه قُتل في يوم ولايته المُلك جميع أخوته وكانوا تسعة عشر ولداً أكبرهم مولانا السلطان مصطفى وكان عمره أربعة وعشرين سنة وأصغرهم دون الخمسة سنين ، وكان يوم خروجهم إلى الدفن يُفتت الكبود ، وبكت أهل اسطانبول – هكذا كتبها البكري –  لهذه العبرة العظيمة”. وهذه الرواية ليست الوحيدة من البكري كمعاصر لحكم الدولة العثمانية .

ويذكر كذلك أن عهد السلطان استهله بفتن واضطرابات منها ، ومن بعد أن قتل إخوته أن السلطان كان له متصرفين يعملان عنده وهما أغا يدعى قزنفر ، أغا يدعى عثمان أغا  – والمتصرفية هو تقسيم إداري عثماني من المستوى الثاني، فكل ولاية عثمانية تنقسم إلى عدد من المتصرفيات، ويطلق على المتصرفية أيضا اسم سنجق أو لواء ، ويترأس المتصرفية موظف إداري يسمى المتصرف يعين بأمر من السلطان – واضطرب أمر العساكر الرومية ، وقال البكري : ” فتشوشت العساكر الرومية منهما فقاموا على حضرته الشريفة وذلك بإغراء – ويلاحظ هنا مدى التلاعب في إدارة الحكم والسلطنة من أيامها الأولى – المفتي صنع الله أفندي ، وقالوا : لابد من قتل الأغتين المذكورين فسلمهما لأجل إخماد الفتنة فقُتلا ” . ويظهر من النص السابق ملاحظات منها أن السلطان العوبة في يد العساكر ، ودورهم في السيطرة وأن يجعلوا من المفتي الذي سيطلق فتوى بقتلهما لإخماد فتنة ، وبكل بساطة تصدر الفتوى من المفتي صُنع الله !!؟؟ .

ومن الحوادث في عهده بعيداً عن الحروب والمعارك ، أنه في زمنه كان ناصف باشا متولياً مدينة حلب فعزله وولى ابن جنبلاط ، وهذا أمر طبيعي فهو السلطان وله السلطة ، ولكن حدث مالم يكن في الحسبان من فعل ندم عليه السلطان غاية الندم وهو أنه حسبما ذكر : ” … ولى ابن جنبلاط ثم بعد ذلك ولى ناصف باشا عوض ابن جنبلاط ، فلم يُمكن ابن جنبلاط باشا ناصف من حلب ، فوقع بينهما النزاع الذي أدى بابن جنبلاط الى العصيان ، وأخذ قلعة حلب ، وادعى السلطنة  ونهب جميع تجارها بحيث أنه أفقرهم” . ولم يكن للسلطان دور في اخماد تلك الفتنة ، والأحداث تتفاقم عليه. 

والأدهى من ذلك وتتكرر أحداث القتل في البيت العثماني ، وكان الأمر يتعلق بابنه  وكان قد بلغ السلطان عن ولده السلطان محمود بعض أمور تتعلق بالمُلك  – هكذا يصف البكري الشخصيات وان لم تتولى السلطنة لكن بحكم أنها من الأب للابن – وما كان من السلطان الا أن ارسل في طلبه وأحضره وقال له ” : مالك تدخل – هكذا كُتبت – في أمر المُلك فأجابه بجواب ما أرضاه فضربه والده مولانا السلطان محمد  بخنجر فقتله ، وكان عمره نحو الثمانية عشر سنة ، وندم على قتله غاية الندم ” . تلك نصوص من مؤرخ شهد له قاموا بتحقيق مخطوطات تطابق الروايات وان كان هناك زيادات يذكرها ويُعلق عليها بأنه كتبه بعد نسخة أو نسختين مثلاً .

ويظهر من بعض من الحوادث من خلال النصوص السابقة الذكر ما درج عليه سلاطين الدولة العثمانية من خلال كتابات لمؤرخين عاصروا تلك الأحوال ونقلوها وكيف أن السلطان كانت سيطرة من حوله عليه مؤثرة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ المؤثر في تربية وتعليم السلطان محمد الثالث خوجة سعدالدين افندي الذي اعتلى المناصب ،  في عهد والده السلطان مراد الثالث وفي عهده.