السلطان محمد الثالث
وملامح لشخصيته
هو ابن السلطان مراد الرابع وصافية سلطان والدته ، كان معلمه ومريده – ومُريد وجمعها المُريدُون هو المتعلِّم على شيخ طريقة وفق منهاج، والمُريد رتبة من رتب الصّوفيَّة – الشيخ سعد الدين أفندي .
تجاذبت كتب التاريخ بين مصادر ومراجع ملامح شخصيته كأمير ومن ثم كسلطان وفي الأغلب يُتفق على أنه لم تكن له تلك الشخصية الفذة التي حكمت ببصيرة واستقلالية واعية ، ولكنه ديدن أغلب سلاطين الدولة في مسألة تسلط الوالدة و المُريد الخاص بالسلطان .
قيل : أنه محبا للعلم ، وله في الصناعة كهوايات اتقنها السلطان مثل شغفه بأعمال النجارة مما دفعه إلى إعداد معمل خاص في قصره يقصده ويمضي فيه ساعات طويلة. وهنا تساؤل من كان يدير الدولة وشئونها ؟ واجابته معلومة في أغلب كتب التاريخ أن سعد الدين أفندي – مريده – كانت له الإدارة باسم السلطان ، ولذلك كثر في عهده الفتن والاضطرابات ليس داخل حدود دولته وسلطنته ، وانما في الولايات المهمة كمصر التي وثق مؤرخيها كثر تولية وعزل الولاة ، وكثر الشكاوى والفقر والمطالبة برد الحقوق وغير ذلك . وقيل في مؤرخات وهي مصادر أخرى أنه ملكا مهيبا أديبا شجاع مقدام قتل في يوم ولايته جميع اخوته من الذكور وكانوا تسعة عشر ، اكبرهم عمره أربعة وعشرين سنة ، واصغرهم دون الخمسة سنين .
وذكر صاحب كتاب الدولة العلية أن السلطان سار على نهج أسلافه في عدم الخروج للحرب وترك أمور الدولة الداخلية في أيدي وزرائه . فأين الروايات التي تمجد خروج السلاطين وقيادتهم للجيوش والفتوح التي حققوها ؟ وقد أيضا حادثة قتل الاخوة . ولم يتجاوز إسماعيل ياغي تلك أيضاً – قتل الاخوة – ، ولكنه يذكر ان السلطان تقيا محبا للعدل والانصاف ، ولكن عهده الثورات واختلال الأمن !!؟؟ .
وتعتبر الحقبة التي حكم فيها السلطان 1003-1012هـ / 1494-1603م ضمن حقبة اضمحلال الدولة العثمانية . وكثر إعدام الوزراء في عهده وغيرهم .
وجاء في مؤرَخ الدولة العثمانية المجهولة عند التوثيق لعهد السلطان محمد الثالث : ” وكان إعلان الانكشارية للعصيان عند جلوس كل سلطان على العرش مطالبين بمنحة الجلوس على العرش قد أصبح عادة في العهود الأخيرة “. وما أسباب ذلك ان كانت السلطنة قوية بسلاطينها ؟ ولكنها الانكشارية ومرتزقيها جيش الدولة النظامي. وذُكر في موضع آخر : ” كان محمد الثالث آخر أمير من آل عثمان يكون والياً على سنجق ثم يرتقي العرش ، كان بفطرته شخصا ضعيفا وساذجا وموسوسا ، وقع تحت تأثير والدته السلطانة صفية – تم تعريب اسمها !- بشكل كبير ، وكان مثل والده أكثر السلاطين الذين استغلوا مسألة قتل الأخوة استغلالا سيئاً ، فقد أعدم 19 أخ من إخوته استناداً الى فتاوى ضعيفة ، كما قام بإعدام ابنه الأمير محمود تحت تأثير وشايات وتقارير كاذبة ..” .وهذا مؤرخ من ضمن بحوث الأوقاف العثمانية ، يعني لا تشكيك ولا محاولات النفي لأخبار اتفق على ذكرها الأغلب . والملفت أنه ووالده السلطان مراد الثالث أكثر من استغلوا تلك الفتاوى . وان كانت الفتاوى ضعيفة لماذا سلطان تقي محب للعدل يذكره التاريخ بأنه أكثر من استغل الفتاوى !!؟؟ . والمؤرَخ صادر ضمن أعمال الأوقاف العلمية .
وتلك أمثلة على سبيل المثال لا الحصر ، وللتاريخ تساؤلات….