أرطغرل

تقول الروايات القديمة في كتاب ” عاشق زادة ” ان أرطغرل هاجر مع اربعمائة أسرة من بدو التركمان من باسين أو واسي وسورمه لي جقور إلى آسية الصغرى أقطعه علاء الدين السلجوقي إقليم سوكود للرعي فيها شتاء ، وتلال أرمني يلى ودومانيج للرعي فيها صيفاً .

وتذكر كتب أخرى ان أرطغرل اتخذ سوكود مقراً له وبها دفن ، ولم يقم بحرب ما . !!!؟؟؟

تتعدد الروايات في وجوده وعشيرته ، وفي سلوكه وعلاقاته ، وكذلك في اسمه وموقعه الجغرافي ، وتنسب له فتوحات على حد قول مؤرخين أتراك ناقلين لأخبار لا مصدر لها . وفي وفاته وتاريخها تتخبط الروايات رغم ان الأغلب يتفق على القرن السابع الهجري . وفي هذا الزمن المؤرخين وثقوا للأحداث كمعاصرين وتتبعوا حركات الفتح في تاريخ الدولة العباسية . فهل من المعقول شخصية بارزة ومقاتلة ولها دورها التاريخي في جهات مهمة لازالت تحت سيطرة بقايا الإمبراطورية الرومانية مثلاً – الدولة البيزنطية – ؟؟؟ تكن مجهولة ويهملها التاريخ رغم التقدم صوب آسيا الصغرى واضعاً أسس لإمبراطورية قادمة هي السلطنة العثمانية نسبة لابنه عثمان .

والتركمان في المؤرخات التي وثقت كالفارسية والروسية القديمة تؤكد وجود شعب بين بحر قزوين وما يليه الى أذربيجان وغيرها تذكر ان تركمان “كند “وتعني قرية ، لا يعرف لهم تاريخ ، وقد يكون لقلة اعدادهم والهجرة والتنقل لها دور في ذلك . وان الأتراك الذي وصلوا في غزواتهم الى تلك الجهات نقلوا ذلك المسمى الى أذربيجان ، وقد ذكرها الإيراني ” ده خران ” بصيغ مختلفة وفي سنت بطرسبرج ذكر كلافيجو عام 1881م ، أن تركمان جاي تحريف لكلمة ” تركلر ” ، وقد يكون للاختلاف اللغات والتوثيق دور أيضاً في النقل الخاطئ . وقد يكون ان التركمان حسب المعاهدة التي ابرمت بين الروسيا وفارس فيما بين 10 و 22 فبراير سنة 1828م ، وثيقة تقضي بفرض مكوس محددة بين الدولتين ، ورعاية الرعايا لكل طرف ، وضمت روسيا خانات منها أريوان ونقجوان ، وضربت على فارس جزية . وظلت التخوم بين روسيا وفارس ( اراراط – بحر قزوين ) دون تعيين حتى بعد عام 1921م . نقلاً عن دائرة المعارف الإسلامية.

إذاً أين التركمان ، وأرطغرل من تلك البطولات والفتوحات ، ويتجاهله التاريخ والمؤرخون !!؟؟.

ذكرت كاتبة ليست تركية ولكن يظهر أنها تنقل وتكتب دون تحقق مما تكتبه تعصباً : ” يرجعُ نسبُ أرطغرل إلى عشيرة قايي والتي ترجِعُ في أصولها إلى سلالة الخاقانية،وهي من قبيلة تركمانية تدعى العثمانيين، وهي القبيلة الأولى لقبائل الأوغوز، كانت مهمتهم رعي الغنم، وكانوا ينتمون في ديانتهم إلى المذهب السني ويتبعون المذهب الحنفي “.

يظهر أنها لم تنتبه الى أنها نسبت الأب الى ابنه حيث ان مصادرهم تذكر اسم ابن له هو “عثان” . فكيف يرجع في نسبه الى العثمانينن ؟ لا أشكك في نسب أياً من يكون ، ولكن حدث العاقل بما يعقل . كذلك تذكر أنه على المذهب السني الحنفي . والكثير من المصادر تتحاشى ذكر ما يخص دينه . ولا أشكك في دينه ان كان مسلماً . ولكن للتأمل والتفكر نصل الى ربط معلومات منطقية .

حتى في المراجع وليس المصادر التي رجعت لها مثلها مثلهم ، فمثلاً توثق بـ ” جرمين خيرت (1/1/2019)، “قصة أرطغرل الحقيقية كاملة”، المحتوى، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022 بتصرّف.

كذلك فيما يخص نسب ودين أرطغرل وجدت المرجع مثلاً رجعت لمقال : ” “من هو أرطغرل الحقيقي وما اسمه ونسبه”، المواطن، 30/9/2020، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022. بتصرّف.

وبذلك تعبر أنها نقلت القصة الكاملة والحقيقية لشخصية ، كبار المؤرخين لم يوثقوا ومؤرخاتهم مصادر مهمة في التاريخ.

نقلت جزء يسير من مقالها لأنه برمته تجني على التاريخ وتخبط.

ليتها ترجع الى المصادر الفارسية المعاصرة ، وغيرها كالروسية أيضاً وتقرأ  هي ومن رغب ثم توثق .