تهجير وتنفير قسري ونفير عام

أوضحت وثيقة رسمية تسربت من مكتب الرئاسة الإيرانية في عام 2005، كشفت عن توطين ممنهج لعرقيات في الأحواز أبرزها الفرس واللور والبختيار.

وتنص الوثيقة، على تهجير نصف سكان المناطق العربية، واستبدالهم بالفرس لتغيير ديموغرافية المنطقة، وذلك يكشف عن زمن معاناة العرب التي استمرت في ظل النظام الإيراني الذي استلم زمام الحكم بعد ثورة الخميني عام 1979.

وتهدف تلك الوثيقة في مضمونها إلى حرمان مناطقهم من التنمية وسياسية التمييز العنصري و”الترانسفير” ضدهم، وتحظر السلطات الإيرانية على الأحزاب والتيارات العمل وفق الأطر القانونية، وتمنع العرب من المشاركة في العملية السياسية إلا لمن ثبت ولاؤه للنظام.

ويشير مدير المركز الأحوازي للإعلام والدراسات، حسن راضي، المقيم في لندن، إلى أن رحلة معاناة العرب بدأت منذ تاريخ سقوط “عربستان”، حيث هدم رضا بهلوي المعالم العمرانية العربية والمدارس، وقسَّم المنطقة، وألحق بعض أراضيها بمحافظات إيلام وفارس وأصفهان.

مجزرة يوم الأربعاء الأسود:

وما حصل في ذاك اليوم من متغيرات كانت تشكل منعطفًا مهمًّا في مسيرة الثورة الأحوازية تعرضوا فيها إلى التصفية الدموية الشاملة على أيدي التشكيلات الفارسية العسكرية البرية والبحرية والجوية، والأمن والمليشيات التي يشكلها المستوطنون الفرس في الأحواز.

في ليلة 29/5/1979م كانت مدينة المحمرة وبعض المدن الأحوازية مسرحًا لأكبر المعارك الدموية، وكان الفرس يقتلون أطفال الأحواز ونساءهم ورجالهم وشيوخهم وشبابهم، لقد استشهد في ذلك اليوم أكثر من مائتي شهيد، عدا الجرحى والمصابين من الرجال والنساء والأطفال.

ونشبت المعارك في الأحواز على نطاق واسع! وفرضت السلطات الإيرانية حالة الطوارئ في ميناء المحمرة البترولي بعد قتال عنيف وحروب شوارع بين الأحوازيين المطالبين بالحكم الذاتي وقوات البحرية والأمن، ومليشيات حرس الثورة (الكوميتات – حرس خميني)، وامتدت المعارك إلى ميناء عبادان ومدينة مسجد سليمان، وسقط مئات القتلى.

كانوا في يوم الأربعاء الأسود وحوشا بهيئة بشر يمشون على الأرض ……..

ذكرت الأنباء أن الأحوازيين بادروا إلى مهاجمة مراكز الشرطة، والمرفأ، واستطاعوا أن يشعلوا النار في مقر قيادة القوات البحرية الإيرانية نفسها، وأقاموا متاريس وحواجز في الشوارع العامة شلت حركة السير تماما، كل ذلك كان ردًّا على مهاجمة اللجان الثورية الفارسية مقر المنظمة السياسية العربية.

وفي يوم الأربعاء ذاك اليوم الذي وٌصف بالأسود، دفعت السلطات الفارسية الإيرانية بالمدرعات إلى قلب مدينة المحمرة، لسحق المقاومين الأحوازيين الذين وصفتهم الجهات الفارسية التابعة للجان الثورية القمعية بعملاء الاستعمار!!!!!!

إن شعب الأحواز منذ احتلال فارس أرضَهُ عام 1925م ونهاية ثورة الشيخ خزعل الكعبي المأساوية، وحتى أحداث 1979م، تلك الأحداث التي جعلت شعبًا يناضل من أجل أرضه واستقراره، والخلاص الوطني، وتحريره من براثن الاحتلال الفارسي العنصري.

والنتيجة ….

كان الإعداد لقمع أي ثورات أحوازية مستمر متعاقب؛ إذ صرح مسؤول بأن هناك منظمات شعبية في الأحواز تنادي بالحكم الذاتي، وأنها نشأت بصورة سرية خلال حكم الشاه محمد رضا بهلوي ووالده، ولابد من مواجهة أية إجراءات من جهتهم بالقمع، وإلى تفريغ المنطقة من طابعها القومي “الأحوازي العربي السني”، وما زالت تلك المنظمات موجودة، بعد قيام الثورة الايرانية، ومنها ((منظمة العرب الشعبية))، و((منظمة المجاهدين العرب)) و((المجمع الثقافي العربي)) و((المنظمة السياسية للشعب العربي الأحوازي)).

لقد برزت عدة تيارات عقب تلك الأحداث الدامية، تحمل لواء الدفاع عن حقوق العرب في إيران، واستعادة حرية المنطقة عبر ما يعلنون أنه الاستقلال عن “الاحتلال الفارسي”. ومن أبرز تلك التيارات، لواء الجبهة العربية لتحرير الأحواز التي تأسست 1980م، ولواء حركة التحرر الوطني الأحوازي التي انطلقت بعدها بـ 6 أعوام، بالإضافة إلى لواء الجبهة الديمقراطية الشعبية، ولواء حركة النضال العربي لتحرير الأحواز.