قيل بأنها قيامة

لست ناقدة فنية تكتب عن الدراما وتفاصيلها التي يتم بها في الأغلب حشو للإثارة ، والتي تخرج من مخيلة كاتبها حسب ما تدور في ذهنه دوائر تتجسد في أدوار يتم توزيعها كلا حسب موقعه في القصة أو الحبكة .

ولكن عندما تخرج تلك الأدوار مجسدة أحداث تاريخية ترمي الى أهداف متعددة منها ما هو قريب الى  الواقع ، ومنها ما هو خارج عن اطار الزمان والمكان الحالي ويرتبط بأحداث تاريخية مضت.هنا لابد أن تكون الوقفات التصحيحية والتأكد بين ما تم تدوينه كمؤرخات ، ومدى ارتباطه بواقع الأحداث التي تُروى، وبين كتابات يتنفس فيها كاتبها من واقع يعيشه أو يحقق أهداف من خلال “القوى الناعمة” وهذا المؤثر له دوره الفعال لا سيما في زمن قلّ من يقرأ ويبحث عن الأقرب للحقائق بين دفتي ما تُرك من مخطوطات ووثائق وغيرها ، ثم الخروج بخلاصة يتم صياغتها بأسلوب يصل بتصوير المشاهد الى ما يمكن أن يستوعبه المُشاهد .

ما تم تصويره من قوى خارقة واسطورية لتمجيد شخصية أسست لإمبراطورية تتعالى على غيرها من حضارات ومن حقائق سطرها مؤرخين معاصرين ، وكتبوا ما شاهدوه ، أو حاولوا أن يطرحوا تساؤلات للأجيال عن حقيقة وجود شخص قيل أنه ” أرطغرل ” !!!؟؟؟.

تعلق الكثير بمسلسل ” قيامة أرطغرل ” ، والذي تم تجسيد هذه الشخصية في مشاهد حقق أصداء وحرص ممن تابعوه ، ووصلوا الى مرحلة نقل ما تم مشاهدته لإقناع من لم يشاهده بسرعة اللحاق بركب المشاهدة ، دون محاولة لطرح تساؤلات ، أو استغراب وما الى ذلك .

مستوى الابهار بعد الانفاق على ذاك المسلسل أقوى سبب في لإثارة المشاهد وجذبه لقضاء وقت يتم من خلاله حشو ذهنه ونفسيته بأحداث نقلته الى الخيال وتصور الخوارق.

لقد تحولت جيوش المرتزقة العسكرية زمن قيامة أرطغرل ومن جاء بعده من سلاطين للدولة ، وسياسة التوسع الامبراطوري ، الى إدارة وصنع جيش يدافع من خلال الدراما ” القوى الناعمة”.

جانب من تساؤلات انقلها ولمن يقرأ يبحث فمثلاً :

مسلسل أرطغرل هل هو حقيقي؟ ويقصد المتسائل عن شخصية ” أرطغرل “

يُجسّدُ المسلسل شخصية أرطغرل، والد عثمان مؤسس الدولة العثمانية، وبالتالي فالمسلسل يستمدُُّ أحداثهُ من شخصية تاريخية، ويقدّمها في مشاهد ممزوجة بما هو تاريخي حقيقي، وبما هو درامي من صنع الإخراج؛ وبما أنّ أرطغرل غازي شخصية لم يُكتب عنها الكثير في كتب التاريخ، فقد كان من الطّبيعي أن يضيف المخرج أحداثا تُضفي على المسلسل الاثارة والتمجيد .

هل أرطغرل مسلم أم كافر؟

وأضاف: “الأتراك خرجوا من أواسط آسيا واستوطنوا في الأناضول بعد سقوط الدولة السلجوقية التي كانت موالية للدولة العباسية، انشأوا دولة كبيرة، طبعا أرطغرل ليس ثابتا أنه هو من أنشأ الدولة العثمانية، كان مقاتل مرتزق وكان الكلام القوي الآن أنه ليس بمسلم إنما وثني حتى ابنه عثمان وهو يقولون إن اسمه عثمان، من المصادر التركية .

أرطغرل : تعني الأمير الغازي

اللقب :الأمير الغازي

لا يوجد قول واضح يتم التثبت من حقيقة الإسلام أو أنه لقب والقاب طمست الاسم الحقيقي لمؤسس عهده في تاريخ تأسيس الدولة العثمانية ليس بالبعيد عن التوثيق .

وأين اسمه الحقيقي ؟ ان كان مؤسس لأسرة ” آل عثمان ” .

قصة أرطغرل – للتأمل -.

جاء في العديد من المصادر التاريخية أن بداية قصة أرطغرل، كانت في يوم كان يسير فيه بين الجبال، فرأى الجيش السلجوقي، والجيش الصليبي في حالة عراك وقتال شديدة، وكان الجيش الصليبي آنذاك أقوى من الجيش السلجوقي، وكاد أن يقضي على الآخر، فقرر أرطغرل التدخل لصالح الجيش السلجوقي لمؤزرته، ضد الصليبين.!!!؟؟؟

.

إن إعادة كتابة التاريخ من مصادره بعقلانية مطلب ، حتى لا يُستخف بعقلية المشاهد الذي يملك أدوات النقد والحس الفني.