
سليم الأول في دائرة المعارف وغيرها
كتب عدد من المؤرخين ، ان غنى إسطنبول بالفن المعماري ومكتباتها ، كانت تجذب الأنظار، وذكروا أن الكتب كانت تنقل إليها ما جعل مكتباتها تفيض بالكتب،
واكتسبت المدينة ظهور أسماء متنوعة في لغات أمم مختلفة ، دار السعادة ، دار السيادة ، الباب العالي ، وبوابة النعيم . ظل الناس العاديون يستخدمونها حتى سقوط السلطنة ، وهي المدينة التي يعيش فيها القيصر أو السلطان .
اتبعت إسطنبول سياسة إسكان تناسب احتياجاتها ، فمن أجل زيادة عدد سكانها ، لم يجلب فقط المسلمون بالقوة ، وانما أيضا المسيحيون اليونانيون اللذين يتحدثون اللغة التركية من منطقة كارامان في الأناضول الأوسط ، وكذلك الأرمن ، وجعلت كذلك مقرا لبطريركية الأرمن جميعاً ، وتطلب ذلك الى ترتيب وملحقات تنظيمية مع مرور الزمن . وذلك يعود الى سلاطينها الأوائل اللذين عملوا على بنائها بسواعد العرب المهرة ، وذلك سبب من الأسباب . وكان نقل الكتب بل المكتبات ظاهرة في تاريخ الدولة العثمانية . ولا زالت !!
نقل كنوز وآثار لم يكن غريباً ، وهي ليست مغانم حرب ، انما بعد الانتصار ودخول المدن يتم نهبها ، ومن ما وثقه المؤرخين الأتراك وغيرهم عند انتصار سليم على شاه بلاد فارس وبفضل تفوقه في المدفعية ، دخل مدينة تبريز وغادرها حاملا معه كنوز متنوعة وثمينة ، وبضع مئات من الصناع .
خروجه الى الشام ومصر فيه أحداث كثيرة ، وما اخصه بالذكر المنقولات من البشر والحجر وكل ما هو ثمين . ومن ذلك عندما قدم اليه الولاء ، ذُكر بأنه جزع على بلاد الحرمين والأماكن المقدسة فحمل معه الى الآستانة عدداً من أعيان الحجاز المقيمين في القاهرة رهائن .
واهتم عند خروجه من مصر حسبما ذكره ابن اياس في مؤرخه ، انه ذهب بآخر فرد من بنو العباس الى بلاده ، ولم يتنازل المتوكل ، وفيها استغلال للأحداث حتى يُشاع بأن سليم خليفة للمسلمين .
ويذكر عدد من المؤرخين العثمانيين تلك الروايات – رواية التنازل بالخلافة – ومن ثم صدقها الناس في تركيا . ويذكر من حللوا وتتبعوا تلك الأحداث ليبرر أفعاله وجلبه شخصيات عربية إسلامية بالقوة ، وحمل كنوز مصر من ذهب وفضة ومشغولات ، وقد ذكر ذلك البكري في مؤرخه ، وانها كانت واقعة عظيمة على مصر حين قال : ” وحين ذهب لأخذ مصر من الغوري … استولى على خزائن الغوري وسلاحه وأموال عسكره وسلاحهم .. ” وقد يقال تلك مغانم حرب !!!.
وقال : ” .. ولما أن خرج مولانا سليم خان من مصر كان معه ألف جمل محمل من الذهب والفضة ، هذا خارج عما غنمه من التحف والسلاح والصيني – يلاحظ ذكر الأواني الصينية وأخذها من مصر – ، والنحاس المكفت – هي القدور الصغيرة آي الآنية المصنوعة من النحاس – وهل تلك مغنم ؟! . والخيول والبغال والجمال وغير ذلك . حتى نقل منها الرخام الفاخر ، وأخذ منها من كل شيء أحسنه . وكذلك غنم وزراؤه أموالا كثيرة ، وكذلك عسكره فإنهم غنموا من النهب ما لا يحصى ” .
لقد سيطرت شخصية سليم الأول بالقوة التي لا رحمة فيها ، لذلك لُقب بـ ياووز ، وهذا اللقب ينم عن الفزع والقسوة.