نضال ضد التفريس
يناضل الأحوازيون من أجل تحرير الإنسان والأرض الأحوازية والعودة إلى العروبة هويةً، وإلى الإسلام النقي دينًا وملةً وعقيدةً، بدولة عربية مستقلة عن إيران، واسترجاع سيادتها واستقلالها وحقوقها والعيش بكرامة وحرية.
فمنذ ما يزيد على ثمانية عقود، وتحديدًا منذ عام 1925م، تحول الشعب العربي الأحوازي من سيدٍ على نفسه إلى مستبعد بقوة السلاح من قِبَل الاحتلال الإيراني لمنطقة الأحواز العربية.
عانى أبناء الأحواز من الحرمان والتفقير والإهانة والإذلال، وكان آباؤهم قد أجبروا -منذ بداية الاحتلال- على إضافة أسماء فارسية لألقابهم بعد إلغاء الألقاب العربية ضمن سياسة «التفريس» للمنطقة، وطمس الهوية العربية الأحوازية، وفرض اللغة الفارسية في المرافق التعليمية والدوائر الرسمية..
كما قامتِ الحكومة الإيرانية بتغيير أسماء المدن والقرى والأحياء العربية إلى الفارسية، ومنع ارتداء الزي العربي وتسمية المواليد بأسماء عربية، وتنفيذ المشروعات الاستيطانية، وبناء المستوطنات، ومنح ساكنيها من الإيرانيين امتيازات السكن والوظيفة والرفاهية والخدمات المتنوعة.
كل ذلك كان على حساب الشعب الأحوازي، ففي المقابل هَجَّروا العرب الأحوازيين من أراضيهم، ومارسوا الإبادة الجماعية في حقهم، ونهبوا ثرواتهم وخيراتهم وحرموهم منها، وصادروا أراضيهم الزراعية بحجة تنفيذ مشاريع حكومية.
وأرادوا بذلك كله أن تتحول الأحواز من أرض وإنسان وهوية ولغة عربية إلى أرض وإنسان ولغة وهوية فارسية لا تعرف عن عروبتها شيئًا. وتلك الأفعال ليست بمستغربة على شواهد تاريخية متتالية عبر العصور تؤكد منهجية متوارثة بين أجيالهم .لم يكنِ الأمر عشوائيًّا ولا عبثيًّا، ولكنه اتفاق بينهم على متابعة التفريس بل سياسة مدروسة بعناية كبرى لتنفيذ مخططات لا تعرف الكلل ولا الملل، وتسببت في انعزالية عن العالم الخارجي لإحكام القبضة في الداخل، دون أدنى تسليط للضوء على التنظيمات القاتمة والغامضة في سلوكياتها .
ويدل على ذلك وجود وثائق رسميّـة للنظام الإيراني، تنص على توصيات كثيرة لتغيير التركيبة السكانية والثقافية في الأحواز العربية، والتي كان من أهم بنودها:
– اتخاذ كافة التدابير الضرورية اللاّزمة لخفض السكان العرب في الأحواز إلى مقـدار الثلث.
– تهجير الشريحة المتعلّمة منهم، إلى المحافظات الإيرانية الأخرى، كمحافظات طهران، وأصفهان وتبريز.
– إزالة جميع المظاهر الدالّة على وجود العرب كالمواقع، والقرى، والمناطق، والشوارع.
وكان من عواقب افتضاح أمر تلك الوثائق الخطيرة، اندلاع الانتفاضة التي خرجت عام 2005م وقمعوها بمئةٍ وخمسين ألف جندي إيراني، استعملوا فيها القتل، ووسائل العنف وانتهكوا كلَّ المحرمات.
وسبق تلك الانتفاضة غيرها كثير، منها أقوى الانتفاضات التي انطلقت في الأحواز، كانتفاضة عام 1979م ، 1985م ، 1994م ، 2000م ، 2001م، 2002م ، وكلُّها كانت تُقْمَع بنفس الأسلوب الوحشي، حتّى استعمال سياسة الأرض المحروقة، وتدمير القرى، والمدن العربية .
ومنذ أن احتل الجيش الإيراني بالقوّة تلك الإمارة العربية التي تقطنها قبائل عربية أصيلة، والأحواز تُحرم من جميع حقوقها، بل وصل حدّ الاضطهاد إلى حظر اللغة العربية في المدارس، وما يميزهم كاللباس العربي، وتسمية الأولاد ببعض الأسماء العربية!!
إنه شعـبٌ يعيش تحت قمع سياسي، آخذٍ في التصاعد مؤخَّـرًا، ويستعمل فيه النظام كلّ انتهاكات حقوق الإنسان، كالإعدامات في الشوارع على الرافعات وفي قوارع الطرق ولأسرٍ بأكملها ……
وما أشبه الليلة بالبارحة …….
وفي بلاد إيران فارس تتعرض مساجد السنّة القليلة جدًّا لرقابة أمنيّة صارمة، ويتعرض من يلزم الدخول إليها لملاحقات أمنية، وأمـّا المدارس الدينيّة فلا يُسمح ببنائها.
ويذكر بعض الكُتاب بأن أكثر من مليون ونصف سنيّ تقريباً في طهران، محرومون من مسجد واحد.!
والعجب العجاب أنَّ للزرادشتية معبدًا مشهورًا في قلب طهران وغيرها، كما يوجد فيها معابد عدة لليهودية والنصرانية وغيرها.
لم ولن يتراجع النظام الفارسي عن عنصريّته، وهو يواصل قمعه وإرهابه للشعب الأحوازي، بل وصل به الأمر إلى ممارسات لا إنسانية كالحرمان من الماء، وتحويل مجارى الأنهار إلى خارج الأحواز، ليحرم القرى العربية منها!!