
الحجر الأسود في التاريخ
في نقش يعود إلى سنة 1538م ، بقلعة بندر، سجل السلطان سليمان القانوني ما وصل إليه من قوة:
“أنا عبد الله وسلطان هذا العالم، ورأس ملة المسلمين بفضل الله عليّ… أنا سليمان الذي يذكر اسمي في الخطبة بمكة والمدينة، في بغداد أنا الشاه، وفي بيزنطة أنا القيصر، في مصر أنا السلطان. أرسل سفني في مياه أوروبا والمغرب والهند. أنا السلطان الذي حاز على تاج وعرش هنغاريا، وحوّل سكانها إلى رعية مطيعة. تجرأ القائد بترو على التمرد ضدي ولكنَّني دسته بحوافر حصاني وأخذت بلاده مولدافيا”.
تلك مؤرخات تم توثيقها وبتحليل سطحي وليس من متخصص يظهر مرى عمق المرحلة النفسية التي وصلت اليها شخصية ذلك السلطان ، وبالتالي كثير من المؤرخات جاءت تمجده وغيره بناءً على توجه السلطنة وطريقتها في التأريخ .
ما الذي يمكن ان تسطره تلك اليد؟ ، ومنها على سبيل المثال حادثة الاعتداء على الحجر الأسود في عهده . إنه رأس ملة الإسلام حسبما ورد في النقش.
تم اجراء لقاء صحفي مع “حسين دميرهان” نائب مفتي إسطنبول فأوضح
أن السلطان العثماني سليمان الأول المعروف باسم سليمان القانوني قد أحضر القطع الأربعة من الحجر الشريف إلى إسطنبول عام 1571 وأمر بوضعها في المسجد الذي بناه المهندس معمار سنان في منطقة “قادرغا” بإيعاز من زوجة الصدر الأعظم آنذاك “صوقوللو محمد باشا” تخليداً لذكراه.؟ وأحيطت القطع بإطار من الذهب وتم تثبيتها وسط الرخام عند مدخل المسجد وفي الجزء العلوي من المحراب وفوق المنبر وتحت قبته.
وأشار دميرهان إلى أن أجزاء من الحجر الأسود تعرضت للتلف ولكن تم الحفاظ عليها بدقة فقد وُضعت في المسجد في أماكن مرتفعة عن أيدي الناس كيلا تصاب بأي أذى، مؤكداً أن أكبر قطعة من هذا الحجر نُصبت فوق مدخل قبر سليمان القانوني في مسجد السليمانية، حيث يمكن للمواطنين والزوار مشاهدتها عن كثب طيلة شهر رمضان المبارك من خلال زيارة مسجد صوقوللو محمد باشا وقبر السلطان سليمان القانوني.
محمد صوقللو للصدارة العظمى
في عام 1546م تولَّى محمد صوقللو باشا قيادة الأسطول البحري كلِّه بعد وفاة خير الدين بربروسا، ثم تولَّى بعد ذلك عدَّة مناصب في قيادة الولايات أو في الوزارة، حتى صار الصدر الأعظم في 28 يونيو سنة 1565م، وهو في الستِّين من عمره .
تُعتبر ولاية محمد صوقللو باشا للصدارة العظمى في الدولة العثمانية نقطةً مهمَّةً في التاريخ العثماني؛ حيث كان على كفاءةٍ عاليةٍ للغاية، وقد امتدَّت فترة ولايته من سنة 1565م وحتى سنة 1579م، وبهذا يكون قد عاصر سلطانين بعد السلطان سليمان القانوني، وهما السلطان سليم الثاني (1566- 1574م) والسلطان مراد الثالث (1574- 1595م) وحيث إن كفاءة هذين السلطانين كانت أقلّ من الكفاءة المعتادة للسلاطين العثمانيِّين حتى هذه المرحلة التاريخيَّة، فإن وجود هذا الوزير كان مؤثِّرًا للغاية، وكان من الأسباب الرئيسة التي جعلت الدولة العثمانية تحافظ على المكاسب التي حقَّقتها في زمن سليم الأول (1512- 1520م) وسليمان القانوني، بل وأن تُحقِّق بعض النجاحات التي لم يستطع السابقون تحقيقها.
اغتيال الصدر الأعظم محمد صوقللو باشا
جزاء سيمنار!!!
في 11 أكتوبر 1579م طَعَن رجلٌ قيل أنه ” مجهولٌ ” ، الصدرَ الأعظم محمد صوقللو باشا طعنةً أودت بحياته، لينهي مسيرةً طويلةً من العمل السياسي الجاد لصالح الدولة العثمانية، كان منها أربعة عشر عامًا في كرسي الصدارة العظمى؛ حيث كان الممثِّل الوحيد للدولة في معظم المعاملات الدبلوماسيَّة.
تلك أحداث تم تتبعها ولكن نتج عنها أن الدولة العثمانية فقدت باغتيال محمد صوقللو شخصيَّةً مؤثِّرةً كان لها الفضل في الحفاظ على الكيان العثماني الكبير في ظلِّ وجود سلاطين ضعاف، كسليم الثاني، أو مراد الثالث. حدث بعد صوقللو فراغٌ سياسيٌّ كبيرٌ لم يستطع أحدٌ أن يملأه.
لذلك عُرف سبب تقدير صوقللو ، ولتستمر البطولات .
واذا عدنا للبداية نجد ان النقش قد يكون ” نقش ” ، وحقائق الشخصيات الواقعية تختلف عن الكاتبة عنها فقط.