عنصريتهم أقصت الميديين واعترفت بالإخمينيين
أساطير ثقافة الفرس وتاريخهم
عُرف الفُرس في تاريخهم القديم بأنهم الشعوب التي تقطن إيران الحالية، والتي يُطلق عليها بلاد فارس نسبةً إليهم. وبحسب المرويات والمدونات؛ فإن تاريخهم اختلط بالأساطير في كثيرٍ من تفاصيله، خاصةً قبل أن يؤسسوا دولتهم في التاريخ القديم. والفرس مجموعة شعوب آرية، يتحدثون اللغة المنسوبة إليهم؛ التي يصنفها علماء اللغويات ضمن مجموعة اللغات الهندوأوروبية.
وأولى تلك الأساطير التي صاغت بدايات الفرس؛ تحدثت عن السلالة البشدادية، التي تدعي أن مؤسسها كيومرث، وكعادة الفرس في نسج الخيالات؛ فإنهم ربطوا بين كيومرث وسيدنا آدم عليه السلام، بأنهما شخص واحد، وهذا بحسب الادعاءات الزرادشتية التي تُعد منطلقًا للأساطير الفارسية، باعتبار أن الزرادشتية كانت الموجه الرئيس للثقافة الفارسية ومكوناتها، والتي لم تزل حتى اليوم تُسيطر على ثقافتهم في إيران، وترخي بظلالها على فلسفتهم في التصورات الدينية والحياتية والتاريخية.
وقبل الدخول في بدايات التاريخ الفارسي؛ فإنه لا بد من أن نعي ماهية موجهات هذا التاريخ، وكما جرت الإشارة إلى أن الزرادشتية هي الموجه الحقيقي للتصورات الفارسية، فعلى رغم أنها الزرادشتية باعتبارها فكرًا فارسيًّا نشأت في القرن السادس قبل الميلاد؛ إلا أنها أرخت بظلالها على ما قبل هذا التاريخ بصياغة تصورات وأثرت على ما بعدها إلى يومنا الحالي.
ولكي نكون أكثر وعيًا بالزرادشتية؛ فهي الدين الذي اعتنقه الفرس القدماء، ويُنسب إلى زرادشت، الذي يُرجح أغلب المؤرخين أنه عاش في القرن السادس قبل الميلاد. ويُشار إلى أن موطنه الجغرافي في المنطقة المعروفة قديمًا بمنطقة ميديا، غرب إيران الحالية، ومن هنا يشير البعض إلى أن اللغة الأصلية لكتاب الفرس المقدس “الأبستاق” كانت اللغة الميدية القديمة التي انطلق منها زرادشت. ويطلق على كتابهم المقدس أيضًا اسم “أفستا”.
البداية الأولى للعلاقة الفارسية اليهودية كانت في عهد الدولة الإخمينية الفارسية القرن السادس قبل الميلاد.
وإيغالاً في الأسطورة الفارسية التي تحدثت عن كيومرث المؤسس، والتي تقول بأنه آدم عليه السلام؛ ربطوا بين زوجته إيلدة وحواء. ما يعني أن الثقافة الفارسية احتكرت أصل البشر في ثقافتهم، وفسروها من خلال أساطيرهم.
وتتحدث الأساطير الفارسية بأن سلالة كيومرث استمرت حتى وصل المُلك إلى جمشيد، الذي يعدُّ أكبر ملوك هذه السلالة، وإن كانت قد تراجعت بعده المملكة وانتهت، لتأتي بعدها المملكة الكيانية بأول ملكوها كيقباد.
وعطفًا على أن كل هذه المرويات في الثقافة الفارسية تعدُّ أسطورية مُصاغة بنفس ديني زرادشتي؛ فإنها ضعيفة أمام البحث والتدقيق، وغير منطقيَّة نتيجةً لكون الفرس لديهم من العنصرية لجنسهم وثقافتهم ما يلغون به الثقافات الأخرى العالمية. لذلك فإنه من يتتبع الأساطير الفارسية الكثيرة في تاريخهم القديم جدًا؛ سيجدها تتقاطع مع الأساطير اليونانية القديمة أيضًا، خاصةً مع بدايات البشر والصراع بين آلهتهم. ما يؤكد حالة المُحاكاة بين الثقافات القديمة، وتلاقحها في تفسيراتها التاريخية.
وما أن ينتهي التاريخ الفارسي القديم من الإشارة إلى المملكة الكيانية حتى يبدأ بالميديين الذين تقول التواريخ بأنهم جاؤوا جماعات بشرية هندوأوروبية في نهايات القرن الثامن قبل الميلاد، وهم من أشارت إليهم الآثار الآشورية؛ بأنهم أقوام مختلفون ومتفرقون هاجروا من بحر قزوين إلى ميديا شمال هضبة إيران، وتوسعوا وسيطروا على ما حولهم حتى أُطلق عليهم الميديين.
وقد تحدثت الكتب التاريخية اليونانية عن الميديين، ولعل أشهر من تحدث عنهم هيرودوتس، إذ يُشار إلى أن شعب ميديا الخليط هو من قضى على الدولة الآشورية. ولكن هذه المرحلة أخذت وقتًا طويلاً، حيث كانت البداية بمحاولة الآشوريين التوسع على حساب الميديين، الذين كانوا يعيشون حياةً بدوية من دون أن تجمعهم وحدة سياسية، حتى وصل بهم الأمر إلى أن يتحدوا عبر فترةٍ من التاريخ تحت قيادة دياكوس، الذي اتخذ من همدان عاصمةً له، ودخل في صراعٍ نِدِّيّ مع الآشوريين هو وخلفاؤه من بعده إلى هوخشتره الذي قوَّض مملكة آشور بعد أن تحالف مع المملكة البابلية.
وكان لسقوط الآشوريين أثرٌ في تغيير التركيبة السكانية في أراضيهم، حيث عمد الميديون إلى تهجير السكان في الأراضي الآشورية وتوطين الميديين بدلاً عنهم، خاصةً في أربيل.
ظلت الدولة الميدية حتى انتهت بقيام الدولة الأخمينية وملكها قورش الكبير سنة (550 قبل الميلاد)، الذي يعتبره الفرس جميعًا البداية الفعلية للتاريخ الفارسي. وهنا يتساءل الكثيرون عن سبب إهمال الفرس ومؤرخيهم الدولةَ الميدية واعتبارهم أن التاريخ الحقيقي الفارسي يبدأ بالدولة الأخمينية منتصف القرن السادس قبل الميلاد.
قد تكون هنالك مجموعة من الأسباب، لكن أقربها أن الفرس لديهم من العنصرية التاريخية ما يجعلهم يتجاهلون الميديين بسبب أنهم خليط من الأجناس، التي يُقال إن كثيرًا من الأمم دخلت فيهم، منهم الكُرد، لذلك يخشى الفرس أن يعتبروا الميديين فرسًا أو بدايةً للتاريخ السياسي الفارسي القديم، بينما هم يعلمون أنهم كانوا خليطًا من الأجناس غير الفارسية المهاجرة، على الرغم من أنهم أقاموا مملكتهم على أرض فارس.
وبالمناسبة فإن بعضًا من الدراسات التاريخية تؤكد بأن الشعب الكردي امتداد للشعب الميدي، ومن ثم فإن هذه الفرضية تؤكد عدم عناية الفرس بتاريخ الميديين.
كما أن هناك سببًا آخر قد يكون من مسببات عدم اعتناء الفرس بالتاريخ الميدي ؛ وهو أن الميديين تحالفوا مع البابليين سياسيًّا، واتحدوا لتقويض دولة الآشوريين، وهذا الأمر جعل قورش يعتبر البابليين أعداءً له، فالتحالف الذي كان قبله لم يكن الفرس طرفًا فيه إذا ما سلمنا بأنهم يرون أن الميديين ليسوا من نسيج الثقافة الفارسية. كما أن قورش دخل في حربٍ مع البابليين حتى أنهى دولتهم سنة (539 قبل الميلاد).
وتركيز الفرس على الأخمينية وقورش باعتباره كان توسعيًا، حيث احتلَّ بلاد ما بين النهرين وسوريا وفلسطين بعد أن أسقط البابليين، كما توسع شرق إيران حتى وصل بحر قزوين، إذ أحدث مجازِرَ عظيمة، ومذابِحَ مذكورة في التاريخ القديم. لكنه في النهاية خرَّ صريعًا في معاركه شرق إيران سنة (530 قبل الميلاد)، حيث يقال إن رأسه حُزَّ ووضع في طستٍ كنايةً على ما قام به من مجازر.
بعد أن قُتل قورش تسلم المملكة ابنه قمبيز، الذي لم يكن مختلفًا عن والده في طموحه التوسعية، إذ وصل إلى بلاد مصر بمساعدة اليهود، وفي عهده كانت البداية الفعلية للتحالف اليهودي الفارسي، لا سيما بعد أن انهى قورش قبله مسألة السبي البابلي لليهود، وأنقذهم من حالة السبي، لذلك كانت العلاقة على أحسن حال بين اليهود والأخمينيين.
استمرت الدولة الأخمينية حتى سنة (330 قبل الميلاد تقريبًا)، حيث انتهت بعد أن اصطدمت بقوات الإسكندر المقدوني، وخلال تاريخها كان لها علاقة متوترة وعنصرية مع كثيرٍ من الشعوب والمحيطين بهم.
- حسن الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي (بيروت: الدار العربية للموسوعات، 2008).
- شاهين مكاريوس، تاريخ إيران (القاهرة: مطبعة المقتطف، 1998).
- بادي بدايتي، كورش كبير (تهران: انتشارات دانشكاه، 1335هـ).
- حسن بيرنيا، تاريخ إيران القديم منذ البداية حتى نهاية العصر الساساني، ترجمة: محمد عبدالمنعم ومحمد السباعي (القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1969).
- أحمد فخري، دراسات في تاريخ الشرق القديم، ط2 (القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1963).
في ظل تهميش من كانوا قبله
ثقافة الفرس لا تزال تؤمن أن "قورش" أبٌ للإيرانيين
تُعْرَف الإمبراطورية الفارسية بأنها الاسم الذي يطلق على سلسلة من السلالات المتمركزة في إيران الحديثة على مرِّ التاريخ، والتي امتدت لعدة قرون من السادس قبل الميلاد إلى العشرين بعد الميلاد، وأصبحت الإمبراطورية الفارسية الأولى التي أسسها قورش في حوالي سنة (550 قبل الميلاد) تمتد من شبه جزيرة البلقان في أوروبا في الغرب إلى وادي السند شرقًا.
وكانت سلالة الإمبراطورية الأخمينية التي يروج لها مؤرخو الفرس قد استمرت 200 عام قبل أن تسقط في يد الإسكندر المقدوني، وهي الإمبراطورية التي يعترفون بها بينهم على أنها أول إمبراطورية فارسية، على اعتبار أن ما سبقها منذ نهايات القرن الثامن قبل الميلاد لم يكن يحقق للقومية الفارسية النقاء العرقي الذي يطمحون إليه، تأكيدًا على عنصريتهم.
علمًا أن جذور الإمبراطورية الفارسية في عصورها السحيقة كانت نتاج مجموعة قبائل شبه بدوية تعيش على تربية الأغنام والماعز والماشية فوق الهضبة الإيرانية، استطاع قورش من خلال هذا التجمع البدوي التقاط لحظته التاريخية، وتوحيدهم ضمن الأسرة الأخمينية التي تشتت كثيرا قبله، ولأن المؤرخين الفرس لم يعترفوا بفارسية ما قبل الأخمينيين، فإن المملكة الميدية رغم قيامها قبل ذلك على أرض إيران كانت بالنسبة إليهم مجموعة من الغزاة الوافدين، لذلك سعى قورش إلى أن يسيطر على “ميديا” ليتمكن من توحيد البلاد الإيرانية، ثم انتقل إلى بسط سيطرته المطلقة على عواصم الشرق مستفيدًا من الأوضاع المتردية فيها واضطراب الأحوال الداخلية في الدول القديمة المحيطة ببلاده.
احتفى الفرس بالإمبراطورية الأخمينية؛ لأنها حققت لهم تاريخًا من الاستعمار والدموية على حساب شعوبٍ وأمم أخرى.
وبالنسبة للدين والعقيدة الفارسية، فقد تشكّلت ملامحها في عصر الإمبراطورية الفارسية الأولى بواسطة الديانة الزرادشتية، حيث تعد الزرادشتية واحدة من أقدم الديانات في العالم، ولا تزال تُمَارَس اليوم باعتبارها دين أقلية في أجزاء من إيران والهند، وقام زرادشت، الذي عاش على الأرجح قبل عام500 قبل الميلاد بمحاولة قصر العبادة على إله واحد بدلاً عن مجموعة آلهة كما تؤمن ثقافة الفرس التي سبقته.
ومن الواضح أن التشكل الزرادشتي توافق دينيًّا مع قيام الإمبراطورية الأخمينية أو خلالها، لذلك من المنطقي أن نعتبر بأن ثمة حبكة تاريخية تم ترتيبها لتوافق الفكر والتاريخ السياسي لدى الفرس، في عملية مواءمة لصياغة إرث خاص، على الرغم من عدم وجود إثباتات متفقة من المصادر التاريخية، إذ إن الكثير من التفاصيل تعتمد على الأساطير والنظريات.
وأكثر ما يلفت الانتباه أن التركيز على قورش ومملكته الأخمينية من قبل العنصر الفارسي؛ أنها المملكة التي تمددت وتوسعت جغرافيًا على حساب الأمم القريبة منها، ومن ثم فَطَبَعِيٌّ أن تكون هذه الإمبراطورية محل تقدير واحترام الثقافة الأم للفرس، لما حققته من نتائج، بينما لو كانت ظروفها التاريخية بخلاف ذلك لما حظيت بهذا الكم من الاحتفاء الفارسي.
فقورش قدَّم للفرس تاريخًا استعماريًّا توسعيًّا في عصره على حساب جنوب غرب آسيا، ومعظم آسيا الوسطى ومعظم المناطق على حافة الإمبراطورية الهندية، واضعًا إمبراطوريته على خريطة العالم القديم. وخلال حكمه الذي دام 29 عاماً، حارب أعظم دول العصر الكلاسيكي القديم، كالدولة الميدية، والليدية، والبابلية الحديثة، غير أن حظه لم يُسعفه بالتقدم باتجاه مصر، حين مات في معركة ضد المساجيتاي بوادي نهر سير داريا في أغسطس (530 ق.م)، ليخلف قورش ابنه قمبيز، الذي استطاع غزو مصر خلال فترة حكمه القصيرة.
ونظير ما قدمه قورش للفرس من خدمات يعتقدون بأنه قدمها لثقافتهم وتاريخهم، وعلى الرغم من حمام الدماء الذي خلفه في التاريخ القديم ضد كثيرٍ من الشعوب؛ إلا أنه ظل محل تقدير الفرس لذا لا يقال اسمه في ثقافتهم إلا ويُقرن بالكبير أو العظيم، أو فـَزْرَكا في الفارسية القديمة، وفي الفارسية المعاصرة بـُزُرْغ. وتأكيدًا على رمزية قورش لدى الفرس لا يزال الإيرانيون يعتبرونه أبًا لإيران كلها.
لذلك كل المصادر الفارسية تعتبر مقتل قورش حدثًا جللاً في عصره، يؤكد ذلك ما قاله سليم حسن في موسوعة مصر القديمة عن عصر النهضة المصرية ولمحة في تاريخ الإغريق، ما حصل في ملك قورش بعد وفاته:
بعد موت «كورش» خلفه على العرش ابنه لبضع سنين استولى بعدها على صولجان المُلك ملك عظيم يدعى «دارا الأول» الذي كانت إمبراطوريته وقتئذ تشمل مصر، وتمتد شرقًا عبر حدود الهند، والواقع أن الملك «دارا» (521–486.م) قد ربط أطراف إمبراطوريته بشبكة طرق تؤدي إلى «سوس» عاصمة ملكه. فمن مدينة «سرديس» مقر معسكره في غربي ممتلكاته كانت توجد طريق طولها 1500 ميل محروسة عند ممرات الجبال، وعند مصاب الأنهار بجنود فارسية، وكانت السياحة بين المدينتين تستغرق ثلاثة أشهر غير أن الرسائل المستعجلة كانت تنقل من «سوس» وإليها في أسبوع.
كان مقتل كورش حدثا جللا في مسيرة الإمبراطورية الفارسية، نعم قام ابنه بمحاولة لتوحيد البلاد والأمة، لكن الاضطرابات بدأت تدخل إلى مفاصل الحكم حتى جاء الإمبراطور داريوس الذي لقب هو أيضا بـ الكبير، (ويسميه العرب: دارا الأول، واليونان: داريوس الأول عاش في الفترة من (549-486 ق.م)، وحكم خلال (521–486 ق.م).
اندلعت الثورات في كل أنحاء الإمبراطورية بعد موت قمبيز، وكان على داريوس إخضاعها الواحدة تلو الأخرى، ففي بابل أعلن أحد الزعماء الثورة، ونصَّب نفسه ملكاً عليها باسم نبوخذ نصر الثالث، فتوجه داريوس على رأس جيش إلى بابل، وقد لاقى الجيش مصاعب كبيرة في عبور نهر دجلة؛ نظراً لقوة الأسطول البابلي، لكن داريوس قام بهجوم مباغت، فعبر النهر وهزم البابليين الذين لجؤوا إلى داخل مدينتهم وتحصنوا بها، كان يعلم داريوس، أن السيطرة على بابل مفتاحٌ للقضاء على كل الثورات الأخرى، ولذلك ركز اهتمامه لإخضاع المدينة، التي استسلمت في (521 ق.م). وبعد ذلك هاجم داريوس مادي (ميديا)، وهزم جيشها، وقبض على ملكها وأعدمه شنقًا في همذان، كما عهد لبعض قادته في إخماد ثورة بارثيا (خراسان) وكركان، وتم له ذلك.
استطاعت جيوش داريوس أن تخمد ثورة بمصر سنة (519 ق.م)، وأن تحتل تراقيا بجنوب شرقي أوروبا سنة (513 ق.م)، وبعدها بسنوات احتلت القوات الفارسية ما يسمى الآن بجنوبي باكستان، وحكم داريوس إمبراطوريته عن طريق تقسيمها إلى أقاليم كبرى، من بين الأعمال التي قام بها العمال الذين اختارهم داريوس لإدارة هذه الأقاليم، الزيادة في الضرائب المحلية من أجل الخزائن الملكية، ومد داريوس بالجند.
هكذا أخمد داريوس كل الثورات، وتمكن من توحيد إمبراطوريته من جديد، وقد سجل داريوس انتصاراته هذه بالتفصيل في نقش «بهستون» الشهير الذي دون بثلاث لغات، منها الفارسية القديمة والبابلية، تولى داريوس الشاب ذو العشرين عامًا مقاليد الحكم لفترة طويلة، بدأها بتسجيل تاريخ بلاده على عمود ضخم، وكان من إنجازاته إعادة تنظيم الإمبراطورية مثل شق الطرق ورصفها لتسهيل المراسلات البريدية وتلقى الأخبار من جواسيسه بشكل سريع، إضافة إلى التقسيم الإداري لولاياته التي وصلت إلى العشرين بحيث ضم المستوطنات الأيونية إلى ولاية ليديا بآسيا الصغرى. كما سمح لليهود بإتمام بناء الهيكل من جديد في عام (515 ق.م).
وتُفَسَّر علاقة اليهود الوطيدة بالفرس أن قورش قام بتحريرهم من السبي البابلي بعد أن أسقط مملكة البابليين، لذلك كان اليهود ولا يزالون حلفاء بالدرجة الأولى للفرس مهما تم من تمويهات السياسة.
- بادي بدايتي، كورش كبير (تهران: انتشارات دانشكاه، 1335هـ).
- حسن الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي (بيروت: الدار العربية للموسوعات، 2008).
- سليم حسن، موسوعة مصر القديمة ولمحة في تاريخ الإغريق (القاهرة: مؤسسة هنداوي، 2012).
- شاهين مكاريوس، تاريخ إيران (القاهرة: مطبعة المقتطف، 1998).
- محمود شبيب، غزو بلاد فارس (بيروت: دار الفتح، د.ت).
- نورهان ناصر، بلاد فارس القديمة والإمبراطورية الفارسية (موقع المرسال، 2021).
اصطبغت به المذاهب الباطنية في الإسلام
فكر الفرس الديني منبع الفتن والنزاعات والاغتيالات على مر التاريخ
إن فهم البنية السلوكية التي تعكس ظاهرة الاستعلاء العِرقي للفرس لا يمكن فهمها دون الرجوع إلى الإرهاصات الأولى لتشكل المجتمع الفارسي. وهو المدخل الذي يعدُّ ضرورة إبستمولوجية لرصد التراكمات التي جعلت من العِرق الفارسي من يتبنون السلوك العنصري والصدامي مع كل ما هو عربي، خاصة بعدما تمكنوا من ناصية القرار السياسي في إيران.
في هذا السياق، يجب الانطلاق من مُسَلَّمة أساسية مفادها أن عداء إيران للدول العربية والسُّنِّيَّة غير مرتبط “في أصله” بالبعد الديني والعقدي، وإلا فكيف نفسر العداء الإيراني الشديد لشعب الأحواز وهم، في الأغلب، شيعة إمامية جعفرية؟ كما لا يمكن تفسير عدائهم للمسلمين الأكراد، وهم سنة، بالارتكان إلى المعطى الطائفي.
يعد مركز ثقل الإشكالية إخضاع المنظومة العِرقية الفارسية للبحث والتحليل العرقي والعقدي، كمقدمة لفهم طبيعة العداء المرضي للعرب باعتبارهم عِرقًا حاضنًا لرسالة الدين ولسانًا جامعًا لكلمة المسلمين، وهو ما يرى فيه الفرس احتكار غير مقبول لرسالة خاتم الأنبياء والمرسلين، ولو ادعوا أنهم يستقون من صميم الدين ومن هدي الرسول الأمين.
التدقيق التاريخي يقطع بأن إيران هي التسمية القديمة للمنطقة، على اعتبار أن إطلاق تسمية بلاد فارس على إيران الحالية هو من قبيل إطلاق الاسم الخاص على الكل، ففارس ليست إلا الإقليم الجنوبي الغربي من إيران، وقد أطلق هذا الاسم على الأرض الإيرانية كلها.
من هذا المنطلق، تعود أصول الفرس إلى الشعوب الهندو-آرية التي هاجرت من أواسط آسيا إلى هضبة إيران في الألفية الثانية قبل الميلاد، وقد كانت بلاد فارس جزءًا من الإمبراطورية السومرية والأكادية، ويمكن حصر المجال الجغرافي المرجعي للفرس وسط إيران في الأهواز جنوب أصفهان، وهناك خضعوا لمجموعة من الإمبراطوريات والمماليك، قبل أن يتمكنوا من إقامة دول قوية تمثلت في الإمبراطورية الأخمينية، ثم الدولة الساسانية التي تعد بمنزلة الإمبراطورية الفارسية الثانية.
وعلى المستوى العقدي، انتشرت مجموعة من “الديانات” في منطقة فارس ولعل أهمها؛ الديانة الزرادشتية، والديانة المزدكية ثم اليارسانية والمندائية. ولقد عرفت هذه الديانات انتشارًا متباينًا باسثناء الزرادشتية التي انتشرت بشكل واسع، بل ألهمت مجموعة من الفلاسفة وعلى رأسهم فريديريك نيتشه الذي ألف كتابًا مهمًّا بعنوان “هكذا تكلم زرادشت”.
وتأصيلًا لنشأة فكرهم الديني، فإن تاريخ الفرس امتدّ لقرون قبل الميلاد، مؤسسين حضارات قديمة، ما جعلهم يُبالغون في التغني بتاريخهم وحضارتهم، متعصبين لجنسهم، ذلك الذي دعاهم إلى اعتبار ملكهم الأول (كيومرت) ابنًا لآدم لكونه أصلاً للبشرية جمعاء، وفي طرح آخر يعتبرونه آدم نفسه عليه السلام.
اتجه الأغنياء والمرفهون إلى الديانة المزدكية لما فيها من إباحة لأعمال الفسق والفجور وتَنَكُّر للقيم الإنسانية.
بدأ الفكر الديني الفارسي بطقوس أوليَّة منذ فترةٍ مبكرة في الفكر الفارسي تعتقد بتقديس طبقة رجال الدين، ومن ثم رفعوا -بحسب الطبقية الفارسية- إلى المرتبة الأولى قبل رجال السياسة والحرب والإدارة وعوام الناس في المجتمع الفارسي. واعتمدت طبقة رجال الدين الفرس على دُغماتية دينية جعلت من المجتمع بكل طبقاته تابعًا ومنقادًا لها بعواطفه وتفاعلاته ومصالحه، وهذا ما يؤكد أن منابع الفكر الباطني والصوفي المُغالي من منطلقات ومنشأ فارسي، كما يُثبت تاريخ هذه الأفكار ورجالاته.
والفرس بمختلف معتقداتهم القديمة والحديثة من وثنيتهم حتى إسلامهم أخذوا منهجًا واحدًا معتمدًا على كونهم متفقين على تقديس رجال الدين والفكر الكهنوتي، باعتبارهم وسطاء بين الناس والتشريع أيًّا تكن فلسفته ومنطلقاته. ولأهمية هذه الطبقة الدينية ورجالاتها في الفكر الفارسي؛ فإنها تفرعت وتشعبت كما الأفكار الدينية المُشابهة التي تؤمن بالوصاية الدينية للبشر، فكانت لديهم تفرعات في طبقة رجال الدين، تتفق بشكلٍ أو بآخر مع وجود حُكَّام، عُبَّاد، زُهَّاد، سَدنة، معلمين.
آمن الفرس بخصوصيتهم في فكرهم الديني، باعتباره ابتكارًا عرقيًّا خاصًا بهم، حتى حين دخلوا الإسلام أضافوا عليه فكرهم القديم، حتى عُرفت طرائقهم بالباطنية التي تنسلخ دائمًا من نقاء الإسلام بأسرارها وقداساتها وأكاذيبها وخرافاتها.
ولفهم الارتباطات العميقة في الفكر الديني للفرس؛ يجب أن نُلقي الضوء على دياناتهم القديمة، إذ تُعدُّ ديانة (مزدا الحكيم) أقدمها، حين آمن قدماؤهم بأن مزدا إله القبائل المستقرة والمتمدنة، معتبرين إياه إله العالم كله. واعتقد قُدماء الفُرس أن (مزدا) الإله الأعلى المُرسل للأنبياء والخالق بكل تفاصيل الإله المُطلق، واعتبروا ملوكهم كيومرث وزرادشت أنبياء له. وقالوا بأنه خلق ملائكةً حوله، أكثرهم قوةً (بهمن)، وهو الاسم الفارسي المتداول وقد تسمت به بعض العائلات الفارسية إلى يومنا الحالي.
ومن خلال مراحل الفكر الديني القديم للفرس؛ نجد أنهم عبدوا قوى الطبيعة، فكانت صلاتهم للشمس والقمر والماء والنار، والنار تحديدًا مثلت قوةً لهم، حتى أنهم لا يطفئونها في بيوتهم ويحرصون على ألا يخبوا لهيبها، واختصر هذا الفكر بالمجوسية وتفرعاتها.
وفي مراحل متأخرة من التاريخ الفارسي القديم؛ تأثروا باليهودية والنصرانية والبوذية، فمنذ حلول اليهود أرض الفرس بعد السبي البابلي، وبعد ذلك بقرونٍ عدَّة؛ وجد الفرس أنفسهم ينهجون السريَّة والتقيَّة تأثرًا باليهود، مقابل انتشار النصارى بينهم حتى ثار الناس على النصرانية في فارس سنة (339م).
ومن خلال تتبع منشأ الفكر الديني الفارسي القديم؛ نلحظ أنه ارتكز على تقديس رجال الدين منذ القدم، وكانت سيطرتهم على المجتمع الفارسي واضحة، كذلك كان لمبادئهم وأصول فكرهم سريَّة وتقيَّة اعتبروها أصلاً في فكرهم الديني.
واشتهر عن الفكر الديني الفارسي كثرة إثارة الفتن والنزاعات والاغتيالات في سبيل تصفية خصومهم، على خلفية صراعاتهم الدينية الباطلة. وهذا ما يدعونا للربط بين ما حدث في بداية دخولهم الإسلام وباطنيتهم وأصول معتقدهم القديم، الذي انعكس على إسلامهم الملطخ بالفتن والدموية والخرافات.
الديانة الزرادشتية:
من رحم (مزدا) تفرعت الزرادشتية، إذ يُعدُّ زرادشت عند الفرس نبيًا مُرسلاً من مزدا، وتتلخص فلسفة الزرادشتية بين النور والظلمة التي تفسر الخير والشر، ويؤمنون أنهما مبدأ وجود العالم، باعتبار أن كل شيء خُلق وحدث بين هذين الضدين. وحسب الزرادشتية فإن مزدا يمثل الخالق والنور والخير، والشيطان يمثل الظُلمة والشر، ومن تفرعات فكرهم أن الماء مُقدس يمثل الخير، لذلك نجد الزرادشت يقدسونه بعدم غسل وجوههم بالماء، إذ يقتصرون على شربه وري مزروعاتهم.
وهذه الديانة قوامها مجموعة من الأساطير تلك التي تحيط بشخصية “زرادشت”، وهو ما يجعل الباحث يركز على أهم المعتقدات التي رسخت لها الزرادشتية بعيدًا عن التأصيل لأصل المعتقد، الذي تناولته مجموعة من الباحثين بكثير من التفصيل.
وبين مزدا وزرادشت تكمن الحكمة وفق الفكر الفارسي للربط بينهما، بينما أخذ زرادشت بُعدًا بشريًا في فكرهم، إذ يقولون إنه ولد في أذربيجان من أمٍ فارسية، ويعتقدون أن مزدا خلق روح زرادشت ووضعها في شجرة تَحُفُّها الملائكة المقربون، وغُرست في جبال أذربيجان.
وبربط بين ما هو موجود في الثقافة الفارسية القديمة والحديثة والمعاصرة؛ نجد أن أذربيجان تمثل للفرس منبعًا ومصنعًا لرجال الطبقة الدينية، إذ لا تزال إلى اليوم تستورد بعض رجال طبقتها الدينية من الجنس الآذاري التركي، كما هو الحال مع المرشد الإيراني الحالي علي خامنئي.
ويعتزّ الفرس بمعتقداتهم القديمة حتى بعد إسلامهم، الذي صبغوه بفكرهم القديم، لذلك تعد آثار زرادشت في الثقافة الفارسية ككتاب (زند أوستا) أو ما يُسمى الأفستا مصدرًا مهمًا، يُقسم العالم إلى قسمين: مينة وكيتي، الروح والجسد، بما يُحاكي اللاهوت والناسوت في الثقافات الدينية الأخرى.
وبخصوص “الكتاب” الذي جاء به هذا الدين الفارسي، فإن ويل ديورانت يقول عنه: “هو في الحقيقة عبارة عن مجموعة من الكتب استوعبت ما جمعه تلاميذ زرادشت من أقوال وصلوات؛ وقد أسماها بعض أتباعه المتأخرين الأفستا. واشتبه الأمر على بعض العلماء المحققين فسموها خطأ بالـ “زندافستا” وأصبحت لذلك تعرف لدى الغربيين بهذه التسمية الخاطئة”.
آمن زرادشت بأن الإله واحد وأطلق عليه لقب “الإله الحكيم”، واعتبر النار والماء والأرض والهواء عناصر نقية وأن النار تمثل نور الله أو حكمته. ويصلي الزرادشتيون عدة مرات في اليوم ويمارسون العبادة الجماعية في معبد النار…وخلافًا للمسيحية، يحرُم الصيام والتبتل عندهم إلا جزء يسير من طقوس التطهير.
الديانة المانوية:
المانوية منسوبة لماني المولود سنة (215م)، ظهر في زمن سابور أردشير، وقتله بهرام بن هرمز بن سابور سنة (279م)؛ لأنه تعارض بزهده مع سياسة بهرام التوسعية المحاربة. (ماني) لم يكن كمزدا الأسطوري ولا زرادشت الآذاري، فـ (ماني) فارسي الأم والأب من العائلة الأشكانية الملكية، والده فاتك الحكيم. وقد أدخل ماني فكرة تناسخ الأرواح في الفكر الديني الفارسي مستفيدًا من البوذية والثقافة الهندية.
تناغم ماني مع زرادشت في فلسفة النور والظلمة، كما استفاد من عقيدة التثليث النصرانية، إذ قال: الإله مكوَّن من ثلاثة: العظيم الأول، الرجل القديم، أم الحياة. لذلك آمن ماني بزرادشت ونبوءة عيسى بن مريم عليه السلام، ويعد ماني نفسه آخر الأنبياء المُبلغين عن الله.
أسَّس ماني مرحلةً جديدة في الفكر الديني الفارسي، حين جاء بكتابٍ ادعى قداسته اسمه (البستاه)، لذلك رأى الفرس أنه وأتباعه زنادقة، لأن ماني جعل للبستاه تفسيرًا مناقضًا له باسم (الزند)، وفسر الزند بـ (البازند)، لذلك جاءت كلمة زنديق في الثقافة الفارسية لأتباع الزند لتناقضهم الشديد وشذوذهم العقلي والفكري.
اصطدمت المانوية بالزرادشتية، وذلك جعل السلطة الفارسية تضطهد المانويين الذين اعتبروا نبيهم المزعوم ماني شهيدًا حين قُتل على يد بهرام، لذلك استمرت المانوية بدعوتها سرًّا، هربًا من الملاحقة والاضطهاد الزرادشتي.
الديانة المزدكية:
سنة (487م) ظهر مزدك بن بامداد، وأطلق على فكره المزدكية، وكان يدعو للإباحية والفكر المُشاع الذي يتقاطع مع الشيوعية بمعانيها الأوليَّة، ذلك ما أحدث أزمةً بتطبيق تعاليمه، إذ لم يكن الرجل يعرف ولده ولا الابن والده، ولم يستطع الناس امتلاك ما في أيديهم.
تحولت المزدكية من كونها فكرًا دينيًا لدى الفرس إلى فكرٍ اجتماعي، أسَّس للقوانين الثورية المدمرة للمجتمعات، وكاد التنظيم الاجتماعي الفارسي ينهار لولا تسلم السلطة كسرى الأول أنوشروان بن قباذ الذي رد أملاك الناس. ولكن لا زالت بعض مبادئ المزدكية تطبق بأطر دينية متطورة لدى الفرس.
لجأ المزدكيُّون إلى السرية في معتقدهم، وقد قَلَّ دورهم، خاصةً في عصر الدولة الساسانية، ولم تعد وتنشط من جديد إلا بعد الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس، حين ثار المزدكيون وسعوا إلى الفتنة بين الناس وتطاولوا على الأحرار.
وتعد المزدكية من بين الديانات الفارسية الإباحية القديمة التي انتشرت على نطاق ضيق، خاصة بين الشباب والأغنياء والمترفين، وترتكز على إشاعة الفاحشة والإباحية والتنكر للقيم الإنسانية. والمزدكية هي أقرب إلى بدعة سلوكية منها إلى “ديانة” بالمفهوم اللاهوتي، حيث تقوم على التحريض والفوضوية وتقديس الغريزة الجنسية والدفاع عن الاشتراكية في الأموال والنساء والأعراض.
وكعادة الثقافة الفارسية في الخلط بين الديانات فإن المزدكية خلطت مع الزرادشتية وكونت تقاطعًا بين الفكرين والديانتين، لولا أن المزدكية كانت أكثر إباحيةً.
الديانة اليارسانية:
تعد الديانة اليارسانية من الديانات المنشرة بين أكراد غرب إيران وشمال شرق العراق، وظهرت هذه الديانة الباطنية في القرن 12م على يد السلطان إسحاق البرزنجي الملقب ب “فخر العاشقين”، ويربطها البعض بالديانة اليزدانية القديمة ويجعلها فرع لهذه الأخيرة، ويبدو أن التقية التي تميز بها اتباع “الطريقة” صعبت من مهمة إحصائهم وتمييزهم رغم التقاطعات مع المذهب الشيعي في تقديس علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وكذا الامتداد الصوفي لليارسانيين.
الديانة المندائية:
يَعُدُّها أتباعها من أقدم الديانات ويطلق عليهم الصابئة المندائيون، ويدَّعي هؤلاء اتباعهم أنبياء الله آدم وشيت وإدريس ونوح وسام بن نوح ويحيى بن زكريا.
ورغم أن الدستور الإيراني لا يعترف بهذه الديانة إلا أن أتباعها منتشرون في الأحواز (غرب إيران) على الحدود العراقية في مدينة أهواز بالمحاذاة مع نهر “كارون”، وحسب بعض المراجع فإن عدد الصابئة المندائيين يناهز 25 ألف شخص يطالبون بالحق في الاعتراف الدستوري، وهو ما وعدت به السلطات الإيرانية من خلال العمل على إلحاق فقرة في الدستور تدرج ديانتهم ضمن الديانات المعترف بها.
- حسن الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي (بيروت: الدار العربية للموسوعات، 2008).
- خالد القط، “التأويل الباطني وأثره في عقائد المذاهب الباطنية”، مجلة جامعة طيبة للآداب والعلوم الإنسانية، السنة الثانية، ع. 4 (1435هـ).
- خزعل الماجدي، علم الأديان (الرباط: مؤمنون بلا حدود، 2016).
- شاهين مكاريوس، تاريخ إيران (القاهرة: مطبعة المقتطف، 1998).
- ميرسيا إلياد، تاريخ المعتقدات والأفكار الدينية، ترجمة: عبدالهادي عباس (دمشق: دار دمشق، 1987).
- ويل ديورانت، تاريخ الحضارة، ترجمة: إبراهيم الشواربي (القاهرة: مكتبة الخانجي، 1947).