من هو؟

هل هو الفِكر المتوارث؟ أم الولاء لأشخاص ظهروا وأفرزوا ما لديهم من شوائب خرجت مع الزمن الى مسالك ومهالك؟ وأجيال تتمسك بدعوات والمناداة بها من أجل الوصول للسيطرة أيا كانت، أجيال تلاقحت أفكارها من البنا والذي لم يكن إلا هدمًا، ومن القطب الذي يحمل في معناه بأنه القائد الرئيس، سيد القوم، والذي حاول مرتادوه أن يجعلوه أيقونة زمانه ومن يليه؟!

«الإخوان العثمانيون»

«جماعة الإخوان» أداة لعودة «الاستعمار التركي» تحت شعار «الخلافة الإسلامية».

تلك عبارة منقولة من مقال في مجلة المجلة لأحمد طاهر، ونظرة عميقة حول الربط بين من ذهبوا وتركوا إرثًا وبين من حمل على عاتقه النضال من أجل تحقيق ذلك. وما هي إلا لعبة المصالح والحزبية القومية التي تأكل الأخضر واليابس.

وظهر مفهوم أو مصطلح يتداوله الأغلب دون وعي، وهو “الإسلام السياسي” وأدلجة كثير من الأفكار التي اندرجت تحته، وهناك من يتعامل معه باعتباره نوعًا من التطور الفكري من خلال الدين.

وتحت مظلة الدولة العثمانية، تشكّل الوعي السياسي العربي، فكان ميلاد الشعور الوطني وحركات التحرر من تجمع التنظيمات السرية، وكذلك الفكر القومي العربي، الذي صاغ إطار الاجتماع السياسي في المنطقة العربية في المرحلة اللاحقة، ونجده يتكرر، حيث تشكَّل ذلك الفكر في مواجهة سياسات التتريك، وكرد فعل مضاد على صعود النزعة القومية التركية التي ازدادت حدتها خلال السنوات الأخيرة للدولة العثمانية، بعد صعود جمعية الاتحاد والترقي إلى سدة الحكم بالدولة العلية.

ولكن الواقع يحكي غير ذلك، وسياسية التتريك لا زالت محاولاتها مستمرة، واستغلال المواقف السياسية المتناقضة خير شاهد.

بعد إعدام سيد قطب ظهر من تم منحهم لقب “المرشد” ليستكملوا المسيرة باسم التيار، ويحاولوا نشر المفهوم الإصلاحي، الذي سيحافظ على ما تبقى من أساليب تتدثر بأغطية الدين وتخرج في مجال السياسة. ولم يكن رحيل حسن البنا أقل خطورة، ومرتادوه ممن سبقهم أو لحق أو سيلحق بهم، تصطدم مصالحهم وتختلف، لكنهم يتظاهرون بوحدة جوفاء.

تستمر مخططاتهم من أجل خلق وسط يضم جماعات لتتولى مسؤولية التنفيذ من القيادات، وتتم أدلجتهم، كلٌّ حسب تنظيمه، والسرية التي يتحالفون عليها نجدها بين جماعاتهم وينزلون بها الى مرحلة التخوين، والسرية ضد بعضهم، لذلك نجد أن معظمهم يتعامل بـ “التقية”، ولا مجال للمواجهة. وتختلط مخططات التيارين بين إصلاح ومحافظة، وبين النظرة الدونية للمجتمع وأنه يجهل ما وصلوا إليه من علم ومعرفة ومطالبة بعودة “خلافة” عن طريق تمجيد التاريخ العثماني، ووصلوا إلى حد التكفير، ولديهم الاستعداد للمواجهة بأي نوع من أنواع العنف، ويتمثل ذلك في التيار الذي تسيده القطب.

“حَسن البنّا بديل شيطانيّ آخر بعد سُقوط الدولة العثمانية وخلافة السقيفة”. وهذا وصف آخر يسجله من ذاقوا ويلات تلك التيارات التي تكشفت مبادئها وقيمها وكل ما خرب بأيديهم، ليصل جيل استوعب معنى الاستهداف ودخول عوالم لا تملك من الفكر الديني أو السياسي الفكر السليم الذي يخدم المصالح العامة ولا يتعارض مهما تقدم الزمان واختلف المكان.

وحتى لا يتشدق من أراد ذلك بأن البنا التقى الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، أورد ردًّا من ردوده -طيب الله ثراه- على أمثال البنا وغيره.

وللتاريخ

إن البنا لم يخف إعجابه بالملك عبد العزيز، وحينما طلب من الملك عبد العزيز عند زيارته للمملكة العربية السعودية، فتح فرع للجماعة في السعودية، ليكون جواب الملك المؤسس: «كلنا إخوان مسلمون».