من الذي يتزعم الحرملك ؟

تناول الكثير الكتابة عن الحرملك وكذلك تناولتها الدراما – القوى الناعمة – ، ومن أشهر من كتب نورهان أتاسوي وهو معروف في التاريخ العثماني ، وصدرت كتب تصور قصر طوب قابي وخاصة القسم الخاص بالحريم.

والحريم عند الأتراك بمعنى حرام في اللغة العربية ، هكذا يتعاملون مع مفهوم ” الحرملك ” ويعني المنطقة الأكثر خصوصية في القصر وذلك أم طبيعي .

هل كان الحرملك خاص للسلاطين وعبارة عن مدرسة تتولى الاشراف والاهتمام بها السلطانة الأم ، أو ان ذلك المكان يتم فيه اعداد اجنحة خاصة للجواري ؟؟؟.

أوردت صحيفة ” سوزجو ” معلومات عن الحرملك ما يأتي :

اعتاد السلاطين العثمانيون الأوائل حتى عهد السلطان مراد الثاني ( والد محمد الفاتح ) على الزواج من الفتيات اللواتي يعشن في محيطهم ، أو من بنات الملوك الذين يحاربونهم ، ولذلك لم يكن في قصورهم حتى ذلك العهد جناح خاص بالحريم .

ويأتي من بعد ذلك السلطان ابنه محمد الثاني الذي أسس مدرسة للحريم ، وموظفي الدولة ، فأصبح القصر عبارة عن مدرسة ولم يكن مكان للتسلية . ولكن محمد الثاني ولأسباب أمنية أسس جناح الحرملك للحيلولة دون إفشاء أسرار الدولة .

وهنا تساؤل مهم ما السبب في أن يخصص مكان ويتم عزل النساء فيه لدواعي أمنية ؟ لا ننسى أن الأغلب من أسيرات الحروب وممن تم اختطافهن لسبب وآخر ومن ثم يتم السيطرة على تواجدهن داخل أروقة الحرملك.

وكان الحرملك عن طريق التعليم في المدرسة الخاصة يتم اختيار أجمل وأذكى الفتيات اللواتي يدرسن ليحظين بالزواج من السلطان .

السلطان بدوره يتزعم كل تلك التفاصيل ، ولكن لابد أن يعين تابعاً له يكون مسؤولاً عن الحرملك واطلقت عليه تسمية ” آغا البنات ” أو ” آغا الحريم ” ، وتعليماته من السلطان مباشرة ، وفي أضيق الأحوال من الصدر الأعظم. والأهم والأعجب حسبما أوردته مصادر وكتابات أن آغا البنات من شروط تعيينه في ذلك المكان الخاص جداً أن يكون ( عربياً – تلقى تعليمه في مصر) وان يتم اخصاؤه . وان اختلفت الشروط فيما بعد لكنه أصبح  ديدن يتبعه سلاطين آل عثمان ومن سار على طريقتهم .

اما الإدارة الداخلية للحرملك هنا تكمن مكامن الأخطار والتي كان السلاطين يتحاشونها لكنها وقعت. تتولى رئيسة الجواري واللواتي يعملن تحت إدارة الخازن دار – أمين الصندوق – ، وهم وصلة الصلة بين السلطان والحرملك ، وكان الاختيار بعد مدة من التعليم الفاخر في الأدب والموسيقى وغير ذلك ، وكن يعزفن الآلات الموسيقية ، ومن أشهرهن طربساز قالفا وغيرها كثير .

كانت رئيسة الجواري تتجسس وتنقل الأخبار للمسؤول ، وهنا يتم ما لا تحمد عقباه من دسائس ومؤامرات وغيرها .

ومن الحوادث في ردهات الحرملك على سبيل المثال لا الحصر ، أن أول خيانة في القصر كانت من رئيسة الجواري نياز قالفا تتجسس لصالح حسين عوني باشا والذي كان له يد في خلع السلطان عبدالعزيز ، حيث كانت تسرب معلومات ، ولم تعدم ، ولكنهم اكفوا بطردها . أمر غريب ذلك الاجراء لأنها ومثلها لابد وانها تمتلك معلومات وقصص تودي بتاريخهم في حقبة ترأسها .

وذكر بأن السلطان الذي حاول الغاء الحرملك ، وكسر قواعد الزواج من داخل الحرملك وتزوج ابنة الصدر الأعظم في زمنه ، هو السلطان عثمان الثاني ، فثار عليه الإنكشاريون الذين اقتادوه إلى سجن ( يدي كوله ) ، ومن بعدها قتلوه بوحشية.

وتم الغاء الحرملك في عهد السلطان وحيد الدين والذي كان لا حول له ولا نهي ، وكان الإلغاء تماشيا من تغير مجرى الأحداث والانقلابات ، فالعائلات الاتي كانت لها بنات في الحرملك قد استعادت بناتها . أما الجواري التي لا عائلات لها فقد عملن في الحرف لقاء أجر يكفيهن .

تلك مقتطفات من تاريخ الحرملك الذي انتهى زمن الجمهورية التركية ، ولكن زوجة الرئيس أردوغان تتمنى أن يعود !!!