كتابات الزمان لتفخيم سيرة

الفاتح المغوار

ولد محمد الثاني في 26 رجب من عام 833هـ/20 نيسان من عام 1429م ، وهو ابن السلطان مراد الثاني ، وسابع سلاطين العثمانيين . أصبح سلطاناً وفي ذلك لغط كثير في عام 855هـ/1451م .

الحدث الأشهر والأغلب الذي اشتهر عنه هو الفتح وربطه بالبشارة النبوية على صاحبها أفضل صلاة واتم تسليم.

من الكتابات الغريبة التي كُبت عن أسباب فتح مدينة القسطنطينية ، وان كانت كذلك هي حالة المدينة ووصفها بأسواء ما يمكن وصفه ، ليتسنى للفاتح أن يكون المنقذ لها ومن تلك الكتابات ، ان حالة القسطنطينية في ذلك العهد – يقصد قبل الفتح – سيئة جداً فقد تكاثر الأعداء جولها – وهذا سبب لا غبار عليه – ولكن يقول الكاتب علي حسون : ” واستنزفت قوتها في الترف وبناء القصور الضخمة والكنائس العظيمة “. ويعلل لذلك القول بقوله : ” ولعل ذلك من باب التعويض عن النقص الذي يعاني منه الضعيف الجاهل كي يقوم بالإيهام والتغطية على فشله كما يحدث ويتكرر في كثير من العهود”. كيف يمكن أن تكون تلك أسباب جعلت من المدينة الموعودة بالفتح العثماني أن تكون تلك عيوب وأسباب ضعف ؟

لماذا تسابق سلاطين بنو عثمان على أن يبنوا القصور والحدائق ، وان تكون عجيبة من العجائب مبانيهم ؟ هل كانت من أسباب ضعفهم ؟

ولماذا حافظوا عليها ، واستفادوا منها على مر العصور مادياً ؟

ونسي أن سليم الأول اصطحب من القاهرة أمهر الصناع وما يتبع ذلك لبناء مدينة تضاهي القاهرة وحضارة الفاطميين .

ويعود ليكتب مؤكداً أن الذي أضعفها النزاع الداخلي والافلاس الذي أصابها نتيجة الترف والتعلق بالمظاهر من العظمة والأبهة والسلطان إبان مدة الضعف ، واقتطاع جيرانها الأرض تلو الأخرى من بلادها مقابل بعض المال لتعويض عجزها المالي .

تلك الأسباب لم يتعرض لها عند ذكره نهاية الدولة العثمانية ، وكانت كتابته ترتكز على أن الخلافة الإسلامية هُدمت ، وأن ازالتها كان سريعاً لوقوف العرب ضدهم بعد أن غُرر بهم . لم يتعرض لمظاهر الأبهة التي تركها الأتراك ولا زالت باقية والمحافظة عليها جيلاً بعد جيل ، وما تحققه من مكاسب مادية من قطاع السياحة من الأدلة التي لا يمكن تجاهلها .

كتب كذلك أن المخترع المجري عرض على ملوك أوروبا اختراعه فلم يلتفت اليه أحد ، فعرضه على الفاتح وقال : ” الذي كان العلم والعلماء فبالغ في حفاوته وكان سخيا معه فقام بتصميم المدافع الضخمة “. يُفضل عدم التعليق وللقارئ تحليل ذلك الخبر وحيثياته .

ويقول :” ..ثم توجه الفاتح الى كنيسة أيا صوفيا وسجد شكرا لله مرة ثانية – لأن الأولى كانت عند دخول المدينة – وأمر بتحويلها الى مسجد وأدى صلاة العصر فيها وأعلن بعض من الروم اسلامهم “. غرائب في أسلوب رواية الأحداث والفخر بالصلاة داخل الكنيسة التي في كل أركانها مدلولا لات المسيحية ، ان كان عالماً ويعرف التاريخ ، هل من المعقول لم يمر على مسامعه موقف الخليفة الراقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين تسلم مفاتيح بيت المقدس ، واحترامه لمقدسات الآخر .

وغيره الكثير ممن كتبوا وعلقوا ومجدوا ، ولكن بقراءة سريعة واعية يتضح مضمون الكتابة وأهدافها .