بينما أجمع العلماء على ضعفها
تعدد افتراءات العثمانيين على الأحاديث النبوية
ترويج أحاديث ضعيفة السند وتأويلها وفق أهوائهم.
ثم إن الدولتين (فارس والروم) – بحسب سياق هذا الحديث الضعيف – في العصر النبوي ستزولان على أيدي المسلمين، ففارس ستهُزم وستزول بعد معركة أو معركتين، أما الروم فإن الصراع معهم سيطول وستكون هناك قرون من الصراع، وأن الحرب بين العرب والغرب سجال لا تتوقف، وستكون نهايتهم في آخر الزمان على أيدي المسلمين في ملحمة كبرى، تلك الملحمة النهائية الفاصلة التي لا قيامة بعدها للروم، وليس المقصود في الحديث بأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بشّر بأن دولة بني عثمان ستبقى إلى آخر الدهر، وعلى العرب أن يخضعوا لحكمهم وسلطانهم.
وهناك حديث آخر عن المستورد القرشي رضي الله عنه، عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “تقوم الساعة والروم أكثر الناس” رواه النيسابوري. فالمقصود بالروم في الحديث عند -محمود أفندي- هم بنو عثمان، وأن دولتهم باقية كما بشّر الحديث بذلك، وأن ذلك واقع لا محالة. وهذا استدلال خاطئ؛ فالمقصود بالروم في الحديث الانتماء الديني.
والحديث السابق الذي رواه مسلم في صحيحه، يقول: إن الروم سيستمرون إلى آخر الزمان، وسيقاتلون العرب والمسلمين ويغزونهم حتى ينزلوا بالشام، وهذا دليل واضح على أن الروم ليسوا بمسلمين، بل أعداء مقاتلون للعرب والمسلمين، وإذا كان العثمانيون ومناصروهم يرون بأن الروم المذكورين في الأحاديث السابقة، هم أنفسهم الدولة العثمانية في تركيا، فهذا اعتراف واضح منهم بأنهم غير مسلمين. ويجدر القول، بأن أغلب سياقات الأحاديث النبوية عن الروم في آخر الزمان هي في إطار الصراع بين العرب والمسلمين من جهة والروم من النصارى وغيرهم من الطوائف الذين يدينون بغير دين الإسلام، من جهة أخرى.
فسروا أحاديث "الروم" بأنهم الأتراك العثمانيين.
1. محمد ناصر الدين الألباني، السلسلة الضعيفة (الرياض: مكتبة المعارف، د.ت).
2. محمود أفندي الحمزاوي، البرهان على بقاء مُلْك بني عثمان إلى آخر الزمان (بيروت: جمعية الفنون، 1308هـ).