تطرف الفِكر والمذهب
إن ما دسَّه أعداء الإسلام مثل زنادقة اليهود والفرس من دسائس ضد الدين الإسلامي فقد أرادوا به هدم هذا الدين المتين عن طريق دس المكائد، حينما أعيتهم الحيل في النيل منه عن طريق الحرب والقوة وعن طريق الدلائل الفاسدة والحجج الزائفة. تلك نتيجة لا يمكن إنكارها لمن كان له وعيٌ بكل الأحداث التاريخية.
عن طريق الدجل والخرافة يجري تمرير فرض النواميس والطقوس الدينية والأفكار السياسية بالطرق المغايرة لغايتها، والتي تقع في مفهوم التطرف العشوائي الخرافي. تلك فلسفة المظاهر الدينية الفارسية، التي جرى من خلالها تغيير وتشويه وتحريف مقاصد الدين الإسلامي عن أهدافه الحقيقية وصولاً إلى التشكيك في ثوابت واضحة البيان.
ولقد دأب حكام إيران على أن يستخدموا الدجل وبث أساطير الخرافة؛ ليخضعَ لها محدودو الفِكر وينساقوا خلفها؛ لأنها تستثير العاطفة الدينية عند أي مخلوق، فكيف بحال الإنسان الخاضع لتلك الخزعبلات والإثارات ضد الإسلام ورموزه. لقد أثبت أولئك الحكام أن الوهم سيد المرحلة عند التطور النوعي للمفاهيم الحضارية، التي اعتقدوا أن كل الديانات ومذاهبها تتوافق معها دون استثناء، وخصوصا الإسلام، ولهذا تمسكوا بالتطرف المذهبي حصريًّا؛ باعتباره السلعة الرائجة عند السُّذَّج منذ العام 1979م واستمر حالهم ذاك إلى يومنا هذا.
وبتلك الظواهر الغريبة كانت البداية في نسج ألوان التعصب وتفتيت التماسك الديني لبقية المذاهب المتجانسة مع بعضها البعض لأكثر من ألف وأربعمائة عام وتزيد، إرثٌ تقيل حملته أجيال منهم، جيلا بعد جيل!!
انطلقت بلاد الفرس في نشر فكر ثقافي متطرف داخل البلاد وخارجها، لا سيما الدول المجاورة، وتخطت إلى دول إقليمية يُمْكِنُ لها أن تستقطبها لتبث سمومها من خلالها، وتمددت في أماكن مختلفة من العالم، تماشياً مع خارطة قديمة متجددة، وصولاً إلى خارطة ولاية الفقيه العالمية، وقد أشارت إلى ذلك مجلة الشهيد الإيرانية الحكومية في عددها الصادر في أبريل-1981م، والتي تقضي بضم العالم كله بمُعَسْكَرَيْهِ الشرقي والغربي إلى إيران، و تعتقد الزعامة الدينية الإيرانية أن إسقاط الدول المجاورة سيكون مقدمة إلى السيطرة على العالم الإسلامي، وانطلاقاً إلى عالمية شمولية أخرى.
ومن أبرز ما ظهر من سياسات تتدثر بدثار الثقافة، نشرهم فكر الدفاع المذهبي عن الهوية الوطنية والمقدسات الدينية، ومنها المزارات التي تزحف إليها الجموع البشرية لتقديم طقوس تخرج عن الوعي والإدراك، تُغرق المريدين في بحور الظلام العقدي، خروجاً إلى عالم مليء بالمغفرة -حسبما يعتقدون-، والعمل للاندفاع إلى تحقيق أهداف تالية تَنْدَسُّ تحتها رغبة السياسيين لتحقيق أطماعهم الحاقدة المنحرفة بلا أخلاقيات تُذكر.
تعددت المشاريع الفارسية في المنطقة، ولكنها اندرجت تحت أهداف مشتركة ضد العالم العربي بصفة خاصة والعالم الإسلامي بصفة عامة، وهو ما يعد رهانًا على نتيجة مضمونها وظاهرها تفريق وتمزيق المجتمعات بالفوضى الأمنية والفكرية الثقافية.
عبارات اعتراضية
من القوات النظامية إلى القوات الفكرية المذهبية المتطرفة تأسست -قوات الباسيج الإيرانية-، وهي قوات تشكل جيشًا موازيًا إلى جانب القوات النظامية، لكن تتجاوزها من حيث الموارد المالية والنفوذ، وتتكون من متطوعين مدنيين، يشملون الذكور والإناث، تبث بهم أفكارها الخبيثة المضللة.