الشذوذ داخل غرف السلاطين العثمانيين!!

تكشف كثير من المصادر التاريخية التي رصدت التاريخ العثماني ما كان مستورًا داخل القصور السلطانية، من قصص الجنس والشذوذ، تلك الحكايات التي غُيِّبت منذ عقود طويلة وكانت تُحْكَى سِرًّا؛ خوفًا من بطش المتَنَمِّرين والمنحازين إلى الثقافة العثمانية، وبلا شك فإن الصورة التي يكتشفها الباحثون عن حقيقة العثمانيين المؤلمة الصادمة، التي تختلف تماما عن تلك الصورة الرومانسية التي امتلأت بها سير السلاطين العثمانيين، وعلى وجه الخصوص السلاطين الذين دُونت سيرتهم وتغافلت كثيرًا عن القصص الحقيقية وراء أسوار القصور.

تلك الصورة الذهنية المزَوَّرة التي رسمها مدونو التاريخ التركي للسلاطين العثمانيين تكاد تصل بهم الى درجة الملائكة، بينما هم شياطين في ثياب الملائكة، لقد أُخفيت الحقيقة عن قصد، وزُوِّرت عن عمد؛ ولكن لا يمكن التغافل عنها.

ولعل المزورين لم ينتبهوا إلى أن الأرشيف العثماني نفسه دون الحكايات والقصص الحقيقية عن الحياة اليومية للسلاطين، بما فيها من تفاصيل إدارة الحكم وتحويل موارد السلطنة إلى حياة باذخة، تمول الحرملك والأغوات والعبيد، فضلاً عن كتاب ومؤرخين ودبلوماسيين عاصروا بعض السلاطين.

وأهم الحقائق التي حاول المزورون إتلافها وتغييرها، هي علاقة السلاطين بالجنس والشذوذ والاستعباد الجنسي التي مارسها الحكام العثمانيون؛ بل حافظوا عليها وشرَّعوها بالفتاوي والفرمانات، تلك التي أدركت ملايين الأطفال والفتيات الصغار، الذين سُرِقوا من أوربا والبلاد العربية، لقد قدَّر المؤرخون أن سوق النخاسة في إسطنبول وصلت بعد حكم محمد الفاتح إلى أكثر من مليونَي ونصف جرى إحصاؤهم في المدوَّنات العثمانية.

وفي واحدة من أهم أمثلة الطبقية المجحفة والاستحواذ على السلطة، أن كثيرًا من الأتراك الذين حاولوا ارتقاء السُّلَّم الاجتماعي في تركيا العثمانية، لم يجدوا سبيلاً إلى العبور نحو الغنى والوظائف إلا أن يجعلوا من أطفالهم عبيدًا، ويجعلوا من بناتهم محْظِيَّات في قصور السلطان وبطانته التي اشتغلت بنفس ما اشتغل به السلاطين.

ولعل محمد الفاتح وسليمان القانوني هما من أشهر السلاطين الذين كتبت سيرهم التاريخية بعناية فائقة، وجرى تزويرها من أجل الحصول على انطباع وولاء للدولة العثمانية على مدى قرون من الوهم والخداع، فهما في الوجدان العربي والإسلامي شخصان مقدران ومقدسان إذا صحَّ التعبير، بسبب التزوير الممنهج الذي مورس في العقود الماضية، إضافة إلى أن العثمانيين الجدد سخَّروا الدراما التركية ووظَّفوها بعناية لنشر الدعاية التركية عن السلطنة وحُكَّامها، وإظهار أمجاد وحكايات وبطولات أسطورية لأشخاص كانوا غارقين حتى آذانهم في الملذات والاستبداد.

لقد كانت حياتهم الجنسية الشاذة تخالف تلك الصورة التي رُسمت لهم بعناية، ودُعِمَت بالأموال، والدعاية والدراما والقوة الناعمة، ولذلك يحرص المتواطئون من داعمي “العثمانية الجديدة”، وهم في أغلبهم إخوان مسلمون، وإسلاميون، وقوميون أتراكا، ومن يسمون أيضا بالعرب الأتراك مستلبي الثقافة التركية، والمهووسين بها.

إعادة إنتاج ما يسمى بالخلافة العثمانية يجري عن طريق خلق قصص أسطورية عن العثمانية وإبراز قصص الحرب والفروسية عن السلاطين، وإخفاء قصص الاستعمار التي مورست ضد كثير من الأمم وخاصة العرب، وما لحقهم من الظلم والاستبداد والعنصرية التركية.

لقد ابتكر السلاطين عادات شاذة لا يمكن وصفها، واستغلوا الأطفال الأبرياء لإخراج أسوأ ما فيهم من شذوذ ورغبات منحرفة، كل تلك الممارسات رُصِدت في الكتب والسِّيَر، عن العادات الشاذة التي انتشرت داخل القصور، وبين الطبقات الحاكمة في التمتع بالغلمان والاستحمام الجماعي في حمامات الحليب.