هدموا وسرقوا المحتويات التاريخية

سليم خان فأردوغان... حكاية سرقة الآثار العربية

يُمارس الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان سياسة التاريخ العثماني، ويلعب الدور الشره الذي مارسه العثمانيون وسلاطينهم الذين مارسوا نهب كل ما يقع في طريقهم من متطلبات الانتماء الإسلامي وإرثه المعرفي إلى الاستحواذ على المقتنيات الإسلامية التي تمر في طريق جيشهم المرتزق الذي بإمكان أي دولة استئجاره باسم الإسلام كذبًا، أو على نسق الفرق الحربية المرتزقة في العالم عمومًا.

الاستحواذ على المقتنيات الإسلامية باسم الإسلام.. جريمة

سليم الأول بدأ السرقة مع غزوه العالمَ العربي، عندما سرق التراث العربي وآثاره من كل مكانٍ اغتصبه، حتى الحرمين الشريفين، إضافةً إلى ما سرقه من الشام ومصر، حيث سرق التراث حتى الأيدي العاملة، إذ لم يكتف بالمقتنيات فقط.

أردوغان اليوم يقوم بممارسة سرقة التراث العربي وآثاره من خلال جيشه الذي دخل إلى سوريا بحجة محاربة الثوار الأتراك، ومن ثمَّ خَلَّف وراءه جريمةً ثقافية وأثرية لا تُغتفر حين جرف بدباباته أهم تل أثري في “كري سبي”، والذي يعود تاريخه بحسب البعثات الأثرية إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وكأنه قتل بذلك آلاف الأفكار والأشخاص الذين تواصلوا بالعيش أو بالعناية أو بالاهتمام بهذا التل التاريخي الذي يعود إلى العرب وليس للطورانية التركية.

قتل آلاف الأفكار والأشخاص بتدمير آثارهم ومقتنياتهم

قصتان حديثتان تربطان الحاضر التركي بماضيه الملوث، وتصل أيدي الرئيس التركي الحالي أردوغان المتسخة بالدم الإسلامي بأيدي أسلافه العثمانيين. ففي صحيفة اليوم السابع الصادرة بتاريخ 19 أغسطس 2008م نُشر خبر مفاده: تعرض كنيس “إيليا هو هنافي” أو “إيليا النبي إلياس” في حي جوبر الدمشقي، الذي يعد أقدم كنيس لليهود في العالم، تعرضه إلى سرقة مخطوط نادر من داخله على يد عناصر من جماعة (فيلق الرحمن)، وحين قُبض على اللصوص من قِبَل السلطات التركية قامت بمصادرة المنهوبات ونقلها إلى متاحف إسطنبول، وفي واقعة مماثلة دارت أحداثها في ولاية (بك جيك) شمال غرب تركيا حيث قُبض على أربعة سوريين وتركي وبحوزتهم نسختين قديمتين من التوراة تعودان إلى ما قبل الميلاد، وهاتان النسختان منقوشتان على جلد غزال مطرزتان بالذهب وأحجار الزمرد والياقوت، وقد احتفظت بهما الحكومة التركية، وكأن هذه المسروقات تعود إلى التراث التركي، وكان بالإمكان تسليمهما لمنظمة اليونسكو لإعادتهما إلى موطنهما الأصلي بسوريا، إذ لو كانت تركيا صادقة في تأجير جيشها لخدمة الحق ونصرة المسلمين لما فعلت ذلك، كما تقول أبواقها الصدئة التي يقود جوقتها المشبوهة رئيس تركيا وأعوانه من أشباه المثقفين والأكاديميين والصحافيين.

مصادرة كل ما يقع تحت أيديهم في سوريا إلى متاحف إسطنبول

فالأتراك والعثمانيون سارقوا التراث وآثاره، صنعوا متاحِفَ تسوق للسياحة التركية ظلماً وعدواناً، بالتراث العربي ومقتنياته، ينطبق عليهم قول الشاعر اليمني عبدالله البردوني:

1. محمد كرد علي، خطط الشام، ط3 (دمشق: مكتبة النوري، 1983م) . 

2. ابن إياس، بدائع الزهور (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1984م).

3. صحيفة اليوم السابع، (الأحد 19 أغسطس 2018م).