ثلاثة أوجه وأكثر لعملة واحدة
لقد ظهر التفرق في طائفة الإسماعيلية كسائر فرق الشيعة منذ نشأتها إذ نجد هذه المصطلحات والأسماء المتعددة المختلفة في كُتُبِ الفِرَق، وكلها تدل على فرق عديدة وانشقاقات في داخل فرقة الإسماعيلية الأصل، ومنهم القرامطة والحشاشون.
ومن عقائدهم: القول بأن لهذا الكون إلهين! ويُعبر عنهما عندهم بـ “السابق والتالي”، وهذا معتقد مجوسي! وهو موجود حتى عند المعاصرين، بل عند الكتّاب والمثقفين منهم!
وهم يقولون بالحلول. والنبوّة عند الإسماعيلية مكتسبة، فباستطاعة الإنسان أن يُصبح نبيًّا! وكفى بهذين المثالين ذكرًا لعقيدتهم.
وقد اختلفوا في أشياء كثيرة، ولكن اتفقوا على شيء واحد، هو القضاء على الإسلام والمسلمين، وخابوا وخسروا.
وفرقة القرامطة: فرقة باطنية ثورية انشقت عن حركتها الأم الإسماعيلية وأصبحت فرعا من فروعها، كان القرامطة قوة عسكرية تعتمد في حياتها على الغارات التي تَشُنُّها على الدول المجاورة، وكان القرامطة من ألد أعداء العباسيين؛ لأن العباسيين طاردوهم في كل مكان وقتلوا منهم كثيرًا.
كان حال فرقة القرامطة الشيعية مع الفاطميين الشيعة حالاً لا مجاملة فيه، فَرَّقَتْهُمُ السياسة التي لا تعترف بالعقيدة، فبعدما تولى المعز لدين الله الفاطمي أمر الدولة الفاطمية، بدأت الحرب بين القرامطة والفاطميين بعداء ظاهر، ولم يترك الفاطميون فلول القرامطة حتى أصبحوا قوة صغيرة انتهت وتحولت إلى جماعات متفرقة في فارس والعراق.
إن التاريخ لم يسجل للشيعة جهادًا ضد الكفار، إلا أن يكون ضد أهل السنة، عن طريق الخيانات قديمًا وحديثًا، وإن لم يكن كذلك فلماذا لم يضعوا قوتهم في يهود بني إسرائيل وأعوانهم، ليخرجوهم من البلاد المقدسة؟
والتاريخ يعيد نفسه، وإن كنا نتحدث عن الفِرق بأسمائها المختلفة، لكن من اعتدوا بالأمس على بيت الله المعظم يكررون المرة كرات ومرات وهم القرامطة الذين اعتدوا على بيت الله، وهتكوا حرمته، وقتلوا حجاجه وعمّاره، في القرن الرابع الهجري، فلابد أن نتحدث عن “القرامطة الجدد” الذين ساروا على سير آبائهم، واقتدوا بخطاهم ويسعون فسادًا باستهداف الكعبة المشرفة فُرس العصر وأذنابهم.
سرق القرامطة الحجر الأسود في ذلك القرن ثم أُعيد، والحديث يطول في تلك الحوادث ولكن …..
وخروجاً على النص فلابد أن اُذَكِّر بـ
سرقة العثمانيين للحجر الأسود قبل 500 عام، عندما أمر سليمان القانوني، وخلال عمليات ترميم الكعبة، وتجديد مجمع المنشآت الدينية المحيطة بها، وكان المجمع يرجع إلى عهد الأشرف قايتباي السلطان المملوكي، أمر رجاله في مكة بكسر قطع من الحجر الأسود، وإرسالها إليه في إسطنبول. وقد يكون الهدف أن سليمان كان يرغب في الحصول بتلك القطع على الطاقة الروحانية الخارقة التي يزعمونها في الحجر الأسود في معتقدهم الصوفي.
ومن أهم الأسباب التي دفعت سليمان القانوني إلى إصدار الأمر بالحصول على قِطَعٍ من الحجر الأسود كتعبير رمزي عن كونه الحاكم الإسلامي الشرعي الأوحد في العالم، بما أن أملاكه تشمل مكة المكرمة، والكعبة المشرفة فيها. وإمعانًا في تلك الرؤية الرمزية، فقد وضعت واحدة من تلك القطع في مدخل الضريح الخاص بسليمان القانوني، الذي دفن فيه.
وأما القطع الأخرى التي نهبت من الحجر الأسود، فقد استخدمت في منشآت عثمانية جديدة أقيمت في السنوات التالية لوفاة القانوني. منها القطعة التي زين بها جامع «أسكي» في ولاية أدرنه شمال غربي البلاد. وكذلك أربع قطع كاملة من الحجر زين بها جامع صوكولو محمد باشا في إسطنبول.
ولم يعيدوا تلك القطع؛ لاعتمادها في الجذب السياحي وجامع صوكولو، يتغنى به الأتراك بتوافد السياح من داخل تركيا وخارجها على الجامع التاريخي وملامسة قطع الحجر الأسود، والاستمتاع بالمشهد المعماري البديع له. ويستقبل الجامع الآلاف من الأتراك خلال شهر رمضان من أجل رؤية قطع الأحجار.
والعُملات تتقلب والأوجه واحدة ………